فلسطين أون لاين

صحفي إسرائيلي: مسيرة العودة "وجع رأس جدي وتشغل نصف الجيش"

...
القدس المحتلة - فلسطين أون لاين

قال الصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور إن مسيرة العودة نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى الوعي وذلك بعد فترة جفاف طويلة"، مؤكدًا أن هذه المسيرات أدخلت "إسرائيل" في تحد مع "إمكانية كامنة للتصعيد لدرجة جولة قتالية واسعة"، على حد تقديره.

واعتبر ليمور في مقال نشر في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن حركة "حماس نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى الوعي"، منبها إلى أنه رغم توجهها إلى المسيرات إلا أنه "من المحظور" أن نفهم أن حماس غير مستعدة لمعركة أخرى في القطاع.

وأضاف "هي تستعد لها منذ بضع سنوات، وبكثافة كبرى في الأسابيع الأخيرة ولا تزال، وهذا هو خيارها الأخير".

ولفت ليمور إلى أن ما كان كحدث شبه عفوي بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس أصبح عملا مؤطرًا، على حد قوله.

وأشار إلى أن عشرات آلاف الفلسطينيين الذين وصلوا إلى السياج الأمني جلبوا تغطية إعلامية واسعة، وأن استشهاد 17 فلسطينيا ومئات الجرحى (في الجمعة الأولى لمسيرة العودة) أيقظ الرأي العام العالمي بعد فترة طويلة من مراوحة موقف الأسرة الدولية والعربية من القضية الفلسطينية بين انعدام الاهتمام والسأم.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن "المظاهرات المدنية والمغطاة إعلاميا بشكل جيد والاهتمام العالمي المتعاظم تنجح في إشغال نصف الجيش الإسرائيلي بالقطاع وجره إلى ساحة اللعب الأقل راحة من ناحيته".

وأردف "ليست المواجهة العسكرية الصرفة التي لإسرائيل فيها تفوق واضح (ولا سيما لسلاح الجو، الاستخبارات والسلاح الدقيق)، بل أمام المواطنين فالمعركة التي يميل فيها الرأي العام في صالح المواطن وضد الجندي".

وتوقع ليمور استمرار المظاهرات والاحتجاجات في قطاع غزة حتى تصل لذروتها في 15 مايو المقبل، واصفا ذلك بأنه "وجع رأس جدي".

"حلول سيئة جدا لإسرائيل"

ونبه إلى أنه من المشكوك فيه أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي يستطيع أن يجتذب إلى مواجهات يومية على الجدار، فـ"غزة ليست بلعين أو نعلين (برام الله وسط الضفة الغربية المحتلة)، وإمكانية الخطر المحدق منها هو خطر آخر تمامًا".

وبين ليمور أن استمرار المظاهرات يتطلب أن يرابط على حدود قطاع غزة حجم واسع من القوات، موضحًا أن هذا سيأتي على حساب قطاعات أخرى في الجيش وتدريبات، وليس فقط للتصدي للمظاهرات ومنع تشويش الأعمال على مشروع إعاقة الأنفاق بل أساسا لمواجهة إمكانية التصعيد الفوري في جبهة الجنوب والذي من شأنه أن ينتقل بسرعة أيضا إلى الضفة وربما حتى إلى أحداث على الحدود الشمالية".

وحذر من اتساع الفجوة في "نجاحات الجيش والإخفاق الاستراتيجي لإسرائيلي كلما تعاظمت المظاهرات وازداد عدد المصابين".

ودعا الكيان الإسرائيلي إلى "تفكير متجدد في كيفية إدارة هذا الصراع كيف توقف الزخم الفلسطيني وتمنعه من أن يتحول إلى انجراف ذروة"، منبها إلى أنه يهدد بأن يجلب إلى القطاع حلولا مفروضة تكون سيئة جدا لـ"إسرائيل".

واعتبر ليمور أن "المشكلة هي أن إسرائيل تمتنع بشكل منهجي عن القرارات الحاسمة الاستراتيجية، وعلى أي حال – سياقات كهذه تتطلب الوقت، وفي الوضع الحالي في غزة من شأن التصعيد أن ينشر في كل لحظة".

وحذر من الانجرار إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة على الرغم من عدم رغبة "إسرائيل" وحركة حماس في ذلك، مستدركا "لكن من المحظور التعويل على هذا لاحقا، فغزة تجلس في هذه اللحظة على برميل بارود وعود ثقاب مشتعل لا ينقص في الهواء، ولا حاجة إلا إلى العود الصحيح كي يضرم الاشتعال".

وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول إن "المهمة الاسرائيلية هي منع هذا، فمن أجل السماح باستكمال العائق، لكي نعبر احتفالات الـ70 (إعلان إقامة إسرائيل) بهدوء، وبالأساس لأن شيئا جيدا لن يأتي من التصعيد ومن جولة قتالية أخرى في ظل غياب خطة استراتيجية مرتبة ستعود في ختامها إسرائيل وحماس إلى نقطة البداية".