فلسطين أون لاين

​محاضرةٌ جامعية عن القضية

مخيمات العودة.. المكان الأفضل لدروس التاريخ

...
د . غسان وشاح
غزة - صفاء عاشور

لم تكن الظروف مناسبة من قبل كما هي الآن لنقل محاضرة عن التاريخ الفلسطيني من القاعات الجامعية إلى المناطق الحدودية، ليكون الدرس فيها عمليًا ميدانيا، وممزوجًا بحب الوطن.

هذا ما فعله المحاضر في قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية الدكتور غسان وشاح، إذ اتجه، مع طلبته، إلى إحدى خيام العودة، وهناك قدّم لهم المحاضرة، الأمر الذي كان له أثر إيجابي كبير على الطلبة الذين رأوا بأم أعينهم القرى والمدن التي هُجر منها أجدادهم قبل 70 سنة.

عن النكبة وتبعاتها

قال وشاح لـ"فلسطين" إنه اصطحب مجموعة من طلبة قسم التاريخ والآثار إلى مخيمات العودة، ونظّم محاضرة بعنوان "القضية الفلسطينية"، تحدّث فيها عن تاريخ فلسطين وحدودها وعن النكبة الفلسطينية وموقف الأمم المتحدة منها.

وأضاف: "لم نجد مكانًا لتقديم هذه المحاضرة أفضل من مخيمات العودة التي يقضي فيها فلسطينيون من قطاع غزة يومهم، على بعد كيلو متر واحد من المدن والقرى الفلسطينية التي دمرها الاحتلال عام 1948".

وتابع: "كانت المحاضرة تجسيداً حقيقياً للواقع، فمن المناسب جدا أن نتحدث عن تاريخ فلسطين ونحن موجودون على حدود البلدات المسلوبة".

وبين أن المحاضرة كانت مليئة بالمعلومات الخاصة بالنكبة، ونحو 50 مذبحة نفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وتدميره قرابة 600 قرية فلسطينية، وغيرها من المعلومات التي فوجئ بها الطلبة".

ومما حرص عليه وشاح في المحاضرة، أن يذكر بلداتهم الأصلية التي ينحدرون منها، إذ لمسوا أنهم ليسوا بعيدين عنها إلا بضعة أمتار، على حد قوله.

رسالةٌ للإعلام

وأشار إلى أن كل ذلك تم بحضور الصحافة الأجنبية التي غطت المحاضرة بشكل خاص، مبينا أن "الحديث مع الصحافة الأجنبية يهدف للتأكيد على الحق الفلسطيني، وعلى أن الأشجار الموجودة على الجانب الآخر من الحدود عمرها أكبر من عمر (إسرائيل)، وأن الحطام الموجود في الطرف الآخر هو حطام البيوت الفلسطينية التي دمرها الاحتلال، وأن حق العودة هو حق كفلته جميع المواثيق الدولية وقوانين الأمم المتحدة".

ودعا المحاضر في الجامعة الإسلامية جميع أساتذة الجامعات، باختلاف توجهاتهم، لعقد المناظرات العلمية، والحلقات، والمحاضرات ومناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة في مخيمات العودة "التي يجب أن تكون دائمة وليست مقيدة بسقف زمني، وإنما يجب أن يكون السقف الزمني لتفكيك هذه المخيمات هو العودة للديار وتطبيق قرار الأمم المتحدة 194"، كما قال.

وأضاف: "سيتأثر الغرب بهذه المسيرات، وستأتينا زيارات من شتى بقاع العالم، وسنعري دولة الاحتلال وسنكشف زيف الاكذوبة الاسرائيلية بأن فلسطين لا شعب لها".

وأكد وشاح على أن "مخيمات العودة أقيمت من أجل تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194 القاضي بحق العودة، والفلسطينيون يريدون تطبيق الشرعية الدولية وتطبيق قرار الأمم المتحدة على غرار قراراتها المطبقة في كل مكان في العالم"، مذكرا بأن الإعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في 1948، ينص في مواده 19، 20، 21 على أن: "من حق الشعوب أن تتجمع وتعارض، وعلى الكيانات السياسية المعنية أن تدبر لها الخدمات والحماية".

وقال وشاح: "مسيرة العودة الكبرى حالة طبيعية وحق من حقوق الشعب الفلسطيني، كفلته له مواثيق حقوق الإنسان، لذلك لا داعي للخوف من الاحتلال".