فلسطين أون لاين

​الحاجة خديجة.. فضلت مسيرة العودة على حضور زفاف حفيدتها

...
الحاجة خديجة الشافعي خلال مشاركتها في مسيرة العودة شرق مخيم جباليا (فلسطين9
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

بالثوب الفلسطيني المطرز بألوان الأسود والأصفر وبالكوفية الفلسطينية الشهيرة، حضرت الحاجة خديجة الشافعي إلى مخيم العودة، المقام بمنطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة، مفضلة بذلك حضور فعاليات الجمعة الثانية من المسيرة على المشاركة في حفل زفاف حفيدتها.

ومنذ الساعة العاشرة صباحا تجهزت الشافعي (78 عاما) للخروج من منزلها في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، قاصدة ساحة المخيم بواسطة سيارة أجرى تارة ومشيًا على الأقدام في أغلب الأحيان، وهي ترتدي الملابس التي خصصتها سابقًا لحفل زفاف حفيدتها.

ولم تتوقف الشافعي، التي وقفت فوق إحدى التلال الرملية المحيطة بالمخيم رافعة العلم الفلسطيني، عن الهتاف مطالبة بإعادة الحق إلى أصحابه ومرددة بعض المقاطع الشعبية "عنا فــي الوطن أبطال بتعيـــــد شمـس الحرية، لأجـل الزيتونة والتوت وأشجـــار المندلينا، بدنا نحارب حتى نموت أو ترجـــع فلسطينيا".

ومن حول الشافعي، ردد عشرات الشبان هتافات حماسية تؤكد حق العودة وبطلان قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأخرى تدعو إلى إنقاذ قطاع غزة ورفع الحصار المشدد عن السكان.

وعن تفاصيل مشاركتها بالمسيرة رغم ارتباطها بحفل زفاف، تحدثت الشافعي لصحيفة "فلسطين": "أخبرتهم سابقًا بأني سأخرج إلى المسيرة كالعادة واقترحت على العروسين إحياء حفل زفافهما على أراضي المخيم، وعندما وجدوا إصراري على المشاركة حاول منعي ولكنهم لم ينجحوا في النهاية".

وأضافت الشافعي، وقد بدت سعيدة لمشاركتها في المسيرة: "هذا عرس وطني مفتوح حضره منذ اليوم الأول الصغير والكبير وعلى أرضه ارتقى الشهيد والجريح، ولذلك من الواجب الوطني علي وأنا أسيرة محررة أن أشارك الشبان والفتية الذين هم بمنزلة أولادي بمقاومتهم لهذا الاحتلال وأن أدعمهم معنويًّا بمعركة الأرض".

وتستذكر الشافعي جيدًا حال الأراضي الملاصقة للسلك الفاصل قبل وقوع النكبة، عندما كانت تتسابق الشمس للوصول إلى أرض والده المزروعة بالقمح والشعير وأصناف متعددة من البرتقال، قبل أن يبسط الاحتلال اليوم سيطرته عليها ويحولها إلى مناطق عسكرية تراقب حركة السكان قرب السلك.

وبينت الشافعي أن ستحاول اللحاق بمراسم الفرح بعد غروب الشمس، لتقول وهي تشير إلى سيارة إسعاف كانت تنقل أحد المصابين برصاص الاحتلال: "لن يستطيعوا قتل فرحتنا من خلال قنابلهم التي تستهدف الأبرياء العزل، نحن سنغيظهم بأفراحنا في كل مكان".