فلسطين أون لاين

​في أروقة مخيم العودة شرق مخيم البريج

الجريح "غراب" يصنع الفلافل ويوزعه على المتظاهرين مجانًا

...
الجريح عبد الكريم غراب يصنع الفلافل على الحدود الشرقية للقطاع ضمن فعاليات مسيرة العودة (فلسطين)
غزة - نور الدين صالح

لم يُبالِ المواطن عبد الكريم غراب (45 عاماً) للرصاصة التي اخترقت قدمه اليسرى خلال المواجهات التي اندلعت قرب السياج الفاصل شرق مخيم البريج في المحافظة الوسطى، الجمعة الماضية.

يُصر غراب على مواصلة مشاركته في مسيرة العودة الكبرى، مُتعالياً على جراحه، مُصطحباً معه عائلته وأطفاله، تأكيداً على تمسكه بحق عودته لأرضه المُحتلة.

واعتاد الأربعيني خلال مشاركته في المسيرة على مساعدة الشبان المتظاهرين السلميين، المتواجدين قرب السياج الفاصل، من خلال تقديم المياه ونقل المُصابين.

واستكمالاً لهذا النهج، نصب غراب خيمة أخرى بجانب "خيمة العودة" يستظل بها، لتقديم ساندويشات "الفلافل والبطاطس" مجاناً، لجميع المتواجدين المشاركين في مسيرة العودة الكبرى السلمية، شرق البريج.

"هذه البسطة – الفلافل- لله عن روح والدي ووالدتي، من أجل إسناد المشاركين وإطعامهم مجاناً"، يحكي غراب لمراسل صحيفة "فلسطين" عن سبب افتتاح البسطة في مخيم العودة.

ينهمك الأربعيني في عمله، والعرق يتصبب على جبينه، حيث أخذ يضع أقراص من الفلافل في "مقلى حديدي"، في محاولة منه لسد رمق المشاركين الذين توافدوا إليه.

يقف إلى جانبه عدد من أفراد عائلته، يساعدونه في تحضير وتجهيز السندويشات لمشاركي خيام العودة، الذين يقفون أمام "بسطته" تحت أشعة الشمس الحارقة.

ويضيف غراب من وسط زحمة العمل، "كنت أود توزيع السندويشات بنفسي للمشاركين في الخيام".

ويرى أن خيام العودة "خطوة ناجحة، لأنها تقلق العدو، وتسبب له الحرج أمام العالم أجمع، فهي أولى خطوات تحرير فلسطين كاملةً من دنس الاحتلال الاسرائيلي".

ويأمل أن يعود إلى بلدته المحتلة "اسدود" برفقة عائلته: "أمنيتي أرجع على اسدود وأعيش في خيمة صغيرة، وما بدي البناية التي أعيش فيها بغزة".

ويوجه غراب رسالة للاحتلال الاسرائيلي، قائلاً: "توقع ما لم يكن بالحسبان أيها المحتل المغتصب لأرضنا (..) سنعود إلى بلادنا بإذن الله".

الشاب أحمد رضوان أحد المشاركين في مسيرة العودة السلمية، يرى الدور الذي منحه المواطن "غراب" لنفسه "خطوة جيدة تشجع المتظاهرين على المشاركة الفاعلة في مسيرة العودة".

واعتبر أن تنفيذ مثل هذه الخطوات تدلل على حب وعطاء وترابط الشعب الفلسطيني في غزة ووحدته في وجه الاحتلال.

وأكد أنه سيواصل المشاركة في خيام العودة في كل جمعة، وصولاً إلى ذروتها في منتصف مايو المقبل بذكرى النكبة السبعين للشعب الفلسطيني.

وانطلقت فعاليات الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى، بمشاركة آلاف المواطنين من قطاع غزة، مع حرق آلاف الإطارات التالفة (الكوشوك) لحماية المتظاهرين السلميين من رصاصات جنود الاحتلال بعد المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبوها الجمعة الماضية.

وشكّل "الكوشوك" عنوانا واضحا لمسيرة العودة الكبرى في الجمعة الثانية، ما وفر الحماية للمتظاهرين الفلسطينيين من خلال منع الرؤية لقناصة الاحتلال المتواجدين على خلف الكثبان الرملية المنتشرة على حدود قطاع غزة.