فلسطين أون لاين

​ليست سواء

...

مواقف الدول العربية من القضية الفلسطينية، والحقوق الفلسطينية، ليست سواء، فبعضها يؤيد وبعضها يتاجر. بعضها يشعل الأمل أمام الفلسطينيين، وبعضها يرسل اليأس والإحباط. بعضها يعيش الماضي البعيد المزيف، ويتهم الفلسطينيين ببيع أراضيهم لليهود، كما جاء في تغريدة أحد الأمراء في المملكة، وبعضها ينظر إلى المستقبل ويتعفف عن نكء الجراح. بعضهم يطلق لفظ شهيد (بإذن الله) على من سقطوا في مسيرة العودة الكبرى، وبعضهم يبخل بالكلمة ويسميهم قتلى؟! بينما يسمي من يقتلهم الحوثيون بالشهداء؟! ومن يبخل يبخل على نفسه. بعضهم يتهم حماس بالإرهاب، وبعضهم يُتهم هو من القسم الأول بدعم حماس نكاية به وبحماس. بعضهم يرفض الالتقاء بقادة حماس، ويلتقي بقادة إسرائيل سرا وجهرا؟! وبعضهم يلتقي حماس ولا يلتقي العدو الصهيوني.

في موسكو حيث الشيوعية والإسلام يلتقون قادة حماس ويتباحثون معهم، بينما لا تلتقي دول عربية مسلمة قادة حماس وترفض أن تتباحث معهم؟! بعضهم يتبرع للأونروا لاستبقاء مشكلة اللاجئين، وبعضهم يتبرع لإفنكا؟! والمفارقات في الوطن العربي الهادر خليجه دون محيطه لا تعد ولا تحصى؟!

قطر الإمارة الصغيرة في جغرافية الأرض تتفوق على عديد من الدول العربية وربما غير العربية في القرب من اللاجئين الفلسطينيين، رغم الاتهامات الباطلة لها بدعم الإرهاب؟! وها هي تتبرع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بمبلغ (50) مليون دولار كي تبقى الوكالة واقفة على رجليها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وإغاثتهم وتعليمهم وعلاجهم. قطر تنقذ الأونروا من التهديدات الأميركية التي حجبت عنها (65) مليون دولار، لتصبح قطر أكبر شريك للأونروا.

وقد أثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قائلاً: "إنني أقدم الشكر الحار للأمير على التبرع القطري السخي لدعم لاجئي فلسطين".

وأعرب المفوض العام للأونروا بيير كرينبول عن امتنانه لقطر قائلا: "إنني أحيي قطر على ترجمة التزامها السياسي إلى أفعال وعلى دعمها لمجتمع لاجئي فلسطين في المنطقة، وإنني ممتن للغاية للحكومة على هذا الإعلان الرائع . وهنا أود أن أشكر قطر، وأدعو ممثليات اللاجئين أن تقدم شكرها لقطر باسم اللاجئين الفلسطينيين، لأننا أحق بالشكر من غوتيريس وكرينبول.