فلسطين أون لاين

​تستقطب المزيد من المشاركين

لوحة تراثية وجلسات سمر في مخيم العودة شرق خان يونس

...
تصوير محمود أبو حصيرة
خان يونس - أحمد المصري

مع ساعات غروب الشمس على خيام العودة المقامة على أراضي بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، بدأت فرق فنية تراثية، بإحياء لوحة فلكلورية فلسطينية، بدأت بسباق الخيول والهجن داخل المخيم.

وما إن أسدل الليل ستاره، حتى دُقت القهوة العربية، على أعتاب بيوت الشَعر المغروسة والخيام في المكان، بالمهباش التراثي بعد تحميصها على نار الحطب والقش والأعواد، وتقديمها للمشاركين في مخيم العودة.

وقدمت عائلات بلدة خزاعة، طعام العشاء لمئات المشاركين في المخيم القريب من الأراضي المحتلة عام 48م، والذي كان بمثابة طعام الآباء والأجداد قبل النكبة الفلسطينية، كطعام "الجريشة"، و"الفريكة"، من أصل نبتة القمح والشعير الأخضر.

وفي المكان، كان مذياع مخيم العودة يصدح بالأغاني الوطنية والشعبية القديمة، المذكرة بالأرض والهوية والتاريخ، وما عاشه الفلسطينيون من ذكريات داخل أراضيهم المحتلة.

ويرسم المشهد الختامي لخيمة العودة، الدحية بين الأجداد والأحفاد، لتلقي أجواء من السعادة والسرور على جميع الفلسطينيين الذين يواصلون مشاركتهم في مسيرة العودة.

ويقول المواطن أحمد النجار، الذي يقدم يوميًا إلى مخيم العودة مع زوجته وأطفاله الأربعة، إن المخيم بات محط استقطاب الناس بمختلف شرائحهم، وإن هذا الأمر جدير بالتقدير.

ويضيف النجار (42 عاما) لـ"فلسطين"، أنه يجد في المخيم متعة وراحة، وتذكيرا بالهدف الأساس الذي قامت في سياقه خيام العودة من جهة أخرى.

وبدأت فعاليات مسيرة العودة القريبة مع السياج الفاصل، الجمعة الماضية 30 مارس/ آذار، فيما ستستمر حتى 15 مايو/ أيار، وهي ذكرى النكبة الفلسطينية.

وتشير المواطنة جهاد أبو محسن، إلى أنها شاركت أكثر من مرة في مخيم العودة ببلدة خزاعة قادمة من معسكر خان يونس غرب المدينة، وأنها تجد في فعاليات المخيم تشجيعا على استمرارها في القدوم مرات أخرى في سياق الهدف الرئيس المتعلق بالعودة.

وتلفت أبو محسن (48 عاما) لـ"فلسطين"، إلى أن منحى فعاليات المخيم يذكر بالتاريخ الفلسطيني، والأصالة التي نشأ عليها الآباء والأجداد في فلسطين المحتلة، مضيفة: "وسنعيد ذلك مرة أخرى بعد عودتنا ليافا أرض الآباء".

كما يؤكد الشاب عمر الشيخ، مشاركته يوميًا في مخيم العودة شرق خان يونس، قادما مع أصدقائه على الدراجات النارية.

ويشير الشيخ (25عاما) لـ"فلسطين"، إلى أن أجواء المرح والسعادة تكاد تكون مفقودة في قطاع غزة، بسبب الحصار الخانق، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق القطاع، وما تلقيه الظروف المعيشية على حياة الشبان والخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل.

ويؤكد أن مخيم العودة أحيا أملا كبيرا في مخيلة الشباب ليتحول واقعا بعودة اللاجئين لأرضهم، وكسر الحصار الجائر عن القطاع.