يواصل فريق المتطوعين تقديم خدماتهم الإسعافية للمتظاهرين في خيام العودة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، منذ بدء فعاليات مسيرة "العودة الكبرى" يوم الجمعة الماضية.
الخدمات التي يقدمها الفريق الذي يتكون من شبان وشابات، لا تحتمل التأخير، لذلك تجدهم كالأسود في الميدان يلاحقون المناطق الساخنة بدلا من الهرب والاحتماء.
وتعتدي قوات الاحتلال المتمركزة على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، على المتظاهرين، بإطلاق النار الحي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع "السامة".
استخدام الاحتلال القوة المفرطة بحق المتظاهرين، واعتداءاته عليهم، تُحَتِّم على الطواقم الطبية العاملة التواجد في الميدان على مدار الساعة، للتعامل مع الإصابات وحالات الإغماء نتيجة استنشاق الغاز السام.
ويضع المسعف أسعد سامي، وهو ضمن فريق المتطوعين، على وجهه كمامة في خطوة وقائية لمواجهة قنابل الغاز المسيل للدموع، والتخفيف من تأثيره على جهازه التنفسي.
ويرتدي سامي مريولا طبيا لونه أبيض، تلطخ بدماء المتظاهرين المصابين برصاص الاحتلال، وكأنه لوحة فنية تمثل صورة تحدي اللاجئين وإصرارهم على العودة إلى ديارهم مهما كلفهم ذلك من ثمن.
وما إن تسقط قنابل الغاز السامة التي يطلقها الاحتلال وسط أرض مخيم العودة أو على أطرافه، حتى يهرع الشاب سامي برفقة زملائه المتطوعين مع وزارة الصحة نحوها، لإسعاف المختنقين والتعامل مع حالات الإغماء.
كما يتعامل فريق المتطوعين مع الإصابات بالرصاص الحي، بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة ثم نقل المصابين إلى المشافي والمراكز الصحية.
سامي أوضح لصحيفة "فلسطين"، أن الفريق مكون من حوالي 10 أفراد (شبان وشابات)، لبوا دعوة اللجنة الوطنية العليا لكسر الحصار بالتواجد في مخيم العودة شرق خان يونس.
وأشار إلى أنهم متواجدون منذ الجمعة الماضية، يقدمون الخدمات للمصابين منذ ساعات الصباح حتى المساء وعلى مدار الساعة، ولا يلتقطون أنفاسهم سوى دقائق قليلة عند هدوء الأوضاع، يتناولون خلالها الطعام ثم يكملون عملهم.
وقال: "تعاملنا مع مئات الإصابات خلال الأيام الثلاثة الماضية، إصابات بالإغماء والاختناق، وأخرى بالرصاص الحي والمتفجر، مشيرا إلى أن الاحتلال يستخدم غازا مجهولا يصيب المتظاهرين بالتشنج والتقيؤ والإغماء.
وذكر أن الفريق يواصل عمله بإمكانات بسيطة وشحيحة، (خل وكحول وقطن)، يضعونها على أنوف المصابين.
بدوره، أوضح الشاب المتطوع عزت أبو شتات، أنه وزملاءه تعرضوا عديد المرات للاختناق خلال عملهم، قائلا: "تعاملنا مع حالات كثيرة، وتواجهنا صعوبة في العمل تتمثل في نقص المعدات".
وأشار لصحيفة "فلسطين"، إلى أن أحد فاعلي الخير جلب بعض المعدات، كحول وشاش وقطن؛ لكنها نفدت، في ظل أعداد المصابين الكبيرة، داعيًا المعنيين لتقديم الدعم اللازم وتوفير المعدات لمواصلة تقديم الخدمات للمتظاهرين.
من ناحيتها، أعربت المتطوعة أسماء قديح، عن سعادتها بتقديم الخدمات الطبية للمصابين، موضحة أن هذا العمل بطولي ويحتاج إلى جرأة وجسارة، لا سيما أن الجميع معرض للخطر وإطلاق النار.
وقالت قديح لصحيفة "فلسطين": "المرأة تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل في الميدان"، متمنية نجاح مسيرات العودة وإيصال الرسائل التي حضر من أجلها المعتصمون في الخيام.