اعتصم العشرات من أهالي أسرى قطاع غزة، في ميدان العودة "ملكة" جنوب شرق مدينة غزة، للتأكيد على حق أبنائهم بالحرية والعودة إلى قراهم التي هجروا منها.
ورفع الأهالي خلال الوقفة صوراً لأبنائهم الأسرى، ولافتات كتب عليها: "بدنا نروح على بلادنا غصبًا عنهم"، "وبدنا أولادنا يروحوا غصبا عنهم".
واختار الأهالي الاعتصام في ميدان العودة بدلاً من مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة، مؤكدين أن حق العودة وحرية الأسرى ثوابت وطنية لا يمكن التخلي عنها.
ورددت أمهات الأسرى هتافات تدعو للعودة إلى الديار وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال ووقف الجرائم التي تمارس بحق الأسرى والمعتصمين السلميين على السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.
وتقول والدة الأسير سليم نعمان، المعتقل في سجن "نفحة" منذ أيار/ مايو 2016، إن مسيرة العودة تزرع الأمل في نفوس أهالي الأسرى وتجعلهم على مقربة من أبنائهم، وتؤكد أن العودة إلى الديار باتت قريبة.
وتؤكد نعمان، التي تنحدر من مدينة يافا المحتلة، أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه وأسراه لأنهم من الثوابت الوطنية.
وتدعو نعمان، عبر صحيفة "فلسطين" كافة أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في مسيرة العودة السلمية، والمجتمع الدولي لوقف الجرائم والانتهاكات الممارسة بحق الأسرى والعمل على تطبيق اتفاقيات جنيف في سجون الاحتلال.
وبالقرب من خيمة العودة، رددت انتصار أبو سعدة والدة الأسير مرعي أبو سعدة بالتبني، هتافات تساند الأسرى وأخرى تؤكد على حق العودة.
وتقول أبو سعدة لصحيفة "فلسطين" إن موعد الإفراج عن الأسرى بات وشيكًا، مرجعة ذلك لوحدة الشعب الفلسطيني التي تجسدت في مسيرة العودة، ومطالبته المشروعة بالرجوع إلى دياره وبلداته التي هجر منها عام 1948.
وتؤكد صمود الأسرى والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي سلب أرضه وحقه في الحرية، قائلة: "شعبنا علم بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير مرعي في 4 أغسطس/ آب 2004 بتهمة الشروع بقتل مستوطن وحكم عليه بالمؤبد 11 مرة، وهو متزوج وله ابن وحيد يبلغ من العمر 13 سنة.
وتؤكد اعتماد حميد (70 عامًا) والدة الأسير ناهض، أن حق الشعب الفلسطيني في الاعتصام السلمي والمطالبة بحقه في العودة إلى دياره وقراه التي هجر منها، وتحرير أسراه، مشروع ومكفول بموجب القرارات والقوانين الدولية.
وشددت حميد، على ضرورة العمل على تحرير الأسرى وإنهاء معاناتهم وإعادتهم إلى ذويهم وقراهم التي هجروا منها واعتقلوا لدفاعهم عنها.
واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية الأسير حميد من منزله الكائن في بيت حانون شمال قطاع غزة، في 12حزيران/ يونيو 2007 لنشاطه في مقاومة الاحتلال وحكم عليه بالسجن مدة عشرين عامًا قضى منها تسعة .
يوم الأسير
من جانبه اعتبر وكيل وزارة الأسرى بهاء المدهون، مشاركة أهالي الأسرى بمخيمات العودة تأكيد على تمسك شعبنا بحقه التاريخي والعودة إلى أرضه التي قدم من أجلها الشهداء والأسرى "من أجل أن نحيا بحرية وكرامة".
وقال المدهون إن شعبنا أظهر خلال مسيرة العودة الكبرى مدى ارتباطه بقضاياه وثوابته الوطنية وتلاحمه وتماسكه ووقوفه في وجه الاحتلال، مؤكدًا أن العودة حق ثابت مثل قضية الأسرى التي يجمع عليها كافة أبناء شعبنا.
وذكر أن الوزارة وكافة المؤسسات العاملة في مجال الأسرى أنهت الاستعدادات لإقامة فعاليات يوم الأسير الفلسطيني التي سيكون التركيز فيها على ثوابت شعبنا.
من جهته، دعا ياسر صالح في كلمة القوى الوطنية والإسلامية، جموع المواطنين في قطاع غزة إلى مشاركة أهالي الأسرى وكافة المهتمين بقضاياهم في مخيم العودة من أجل دعم صمود الأسرى داخل سجون الاحتلال.