فضيحة أمنية لم تستطِع دولة الاحتلال (إسرائيل) إخفاءها، وهي فضيحة القبة الحديدية التي أطلقت على الأقل 20 صاروخًا بشكل آلي لاعتراض وابل من الرصاص أطلق من مدفع رشاش من داخل قطاع غزة في أثناء مناورات كتائب عز الدين القسام، فتكبدت (إسرائيل) خسائر نحو مليون دولار. لا شك أن الأرقام الصادرة عن الجانب الإسرائيلي تكون مخففة، ولكن بتحليل بسيط يمكننا القول إن مبيعات القبة الحديدية ستنخفض بشكل كبير لأنها أثبتت فشلها، وأن رصاصات المقاومة أصابت تلك التجارة في مقتل.
عندما يجتاز ثلاثة شبان السلك الشائك الذي يفصل غزة عن باقي فلسطين ويقطعون مسافة 20 كم، فهذا يعني أن الطريق سالكة إلى كل المستوطنات الموجودة حول قطاع غزة، بل يمكن الوصول بكل سهولة إلى قلب الكيان الغاصب أو أي منطقة داخل فلسطين المحتلة، وكذلك عندما تتكرر حادثة اختراق الحدود الوهمية ويحصل إحراق لآليات عسكرية وغيرها تخص الكيان الإسرائيلي دون أي انتباه أو رد إسرائيلي في وقت يدعي قادة الاحتلال أنهم على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ قد يحصل على جبهة غزة بعد مناورات التحدي والصمود التي نفذتها كتائب القسام والتي سيعقبها بعد أيام مسيرة شعبية تجاه حدود غزة والمعروفة باسم "مسيرة العودة الكبرى".
ما يمكن استخلاصه من الحوادث السابقة هو أن أمن المستوطنين في غلاف غزة وأمن الاحتلال ككل في مهب الريح، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية لا تريد التصعيد في هذا الوقت ولو أنها تريد ذلك لنفذت عمليات خلف خطوط العدو بكل بساطة ويسر.
قبل أيام قليلة قال وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: استعداداتنا على الجبهة الجنوبية أقوى مما هي عليه على الجبهة الشمالية، كما أكد أن جيشه على أهبة الاستعداد لأي طارئ على الجبهة الجنوبية المشرفة على الحدود مع قطاع غزة وسيناء. قبل أيام لم يكن لكلام ليبرمان أي أثر على الفلسطينيين، ولكن بعد الحوادث التي ذكرناها أصبح له أثر كبير، وهو ببساطة يثير الضحك والسخرية، والأفضل لليبرمان بعد سلسلة الفضائح التي مني بها أمن الاحتلال وسلاحه الوحيد لمواجهة صواريخ المقاومة أن يسكت.
رغم السلمية والانضباط التي اتسمت بها فعاليات مسيرات العودة الكبرى يوم الجمعة لكن الاحتلال الإسرائيلي واجهها بكل جبروت، واقع الهشاشة الأمنية ما بين غزة وباقي الوطن المحتل يحتم على دولة الاحتلال أن تفكر مليًّا قبل استفزاز المقاومة الشعب الفلسطيني، وأن تفكر ألف مرة قبل خوضها أي مغامرة جديدة ضد قطاع غزة.