أحيت المسيرات التي انطلقت اليوم الجمعة، نحو السياج الفاصل بين قطاع غزة و(إسرائيل)، أمل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في إمكانية العودة مجدداً لمدنهم وقراهم، التي هُجروا منها قسراً عام 1948، رغم صعوبة الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وأظهرت الحماسة البادية على المشاركين، إصرارهم على "العودة"، لبلداتهم، وتمسكهم بهذا الحق، رغم مرور 70 عاماً على مغادرة آبائهم وأجدادهم، لها، إبان أحداثـ النكبة الفلسطينية.
واضطر في العام 1948 نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم قسراً، هرباً منمذابح ارتكبتها عصابات صهيونية، أدت إلى استشهاد نحو 15 ألف فلسطيني.
ووصل عدد اللاجئون الفلسطينيين حالياً، بعد 70 عاماً على النكبة" إلى نحو 5.9 مليون شخص.
ويبلغ عدد اللاجئين في قطاع غزة، نحو 1.4 مليون فلسطيني.
ويتجمهر مئات الآلاف من الفلسطينيين منذ صباح اليوم، في عدة مواقع بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع و(إسرائيل)، تلبية لدعوة وجهتها فصائل فلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ 42 لـ"يوم الأرض".
وكان لافتاً تواجد مختلف الفئات العمرية في المسيرات، حيث لوحظ بشكل لافت مشاركة النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة للشباب.
وفي حلقات دائرية، تجمّع الأطفال الفلسطينيون، وبدأوا بترديد الأناشيد والأغاني الوطنية التي تؤكد على "حق العودة".
فيما قدّم بعض الشبان عروضاً فنية على وقع ألحان الأغاني الوطنية مثل "الدبكة" و"الدحيّة" (فنون شعبية).
وقال أحمد قديح، من بلدة خزاعة، شرقي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة :" جئنا ضمن فعاليات يوم الأرض، لنؤكد أننا عائدون يا وطن".
وتابع:" نحن مصممون على العودة إلى الأراضي المحتلّة عاميْ 1948، و 1967".
وأوضح قديح أن حق العودة، هو حق خالص للفلسطينيين وأنهم على الطريق لـ"انتزاعه".
وتابع:" نحن عائدون إلى حيفا، ويافا، وعكا والقدس، وإلى كل شبر أرضٍ محتل".
وذكر أن الفلسطينيين يخرجون اليوم، في مسيرات سلمية، غير عنيفة، ليطالبوا بقرار الأمم المتحدة 194، الذي ينص على حق العودة.
وقال:" نكرر أن هذه المسيرات سلمية، ونحن نطالب بأدنى حقوقنا التي نصت عليها القوانين الدولية".
ووجّه قديح رسالته لـ(إسرائيل) قائلاً:" نحن سنعود وأنتم زائلون".
ومن جهتها، قالت غدير عميش:" أنا من المهجّرين من مدينة يافا، وأشارك في مسيرة العودة، كي أؤكد على حقي في العودة".
وأضافت:" جئنا لنقول للعدو، أصحاب مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون، أننا لن ننسى، وسنستمر على هذا الطريق حتى تحقيق العودة".
وتحلُم عميش بأن تعود إلى يافا، رغم أنها لم تزرها سابقاً، وتأكل "البرتقال، من البيارات الخضراء المعبّقة برائحته"، حسبما تقول.
وطالبت المجتمع الدولي بـ"الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة".
من جانبها، قالت شروق خضير، من مدينة غزة، إنها تشارك اليوم في المسيرات لتؤكد على "حق العودة"، وللمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الـ12 على التوالي على غزة.
وتابعت:" نحن مصممون على عودة جميع الأراضي التي احتلتها (إسرائيل) منذ عام 1948، وهذه الرسالة لن تتغير، إنما ستتحقق".
وأما المُختار (رئيس عائلة) العبد أبو سعادة، فقال :" جئنا في يوم الأرض ويوم فلسطين نوجه رسائل للعالم و(إسرائيل) أننا عائدون إلى أرضنا".
وتابع:" نقول لـ(إسرائيل) أنتم غرباء، سوف تعودون من حيث أتيتم، ونحن أصحاب الأرض سنعود إليها حتماً".
وقال إن الشعب الفلسطيني "سيبقى على درب المقاومة، ولن يتخلى عنها، وإن كانت سلمية، حتى تحقيق كافة حقوقه المشروعة".
وطالب أبو سعادة الشعب الفلسطيني بـ"الاستمرار في مسيرة العودة حتى العودة وطرد (إسرائيل)".

