فلسطين أون لاين

​هل أقبل خاطبًا يبحث عن الراتب؟

...
غزة - مريم الشوبكي

تقول إحداهن: "قصدت بيتنا سيدة تبحث عن عروس لابنها، جلست أمي معها كما هي العادة لتعرف مواصفات ابنها، ولكن ما حدث كان مدهشا، فتلك السيدة باغتت أمي بسؤال واضح: "ابنتك موظفة؟!"، حينما أجابت أمي بـ"نعم"، صدمتها بسؤال آخر: "هل هي مثبتة أم موظفة بعقد مؤقت؟!".

يتكرر هذا المشهد كثيرا، وفي بعض الأحيان لا يكون الحديث صريحا بهذا الحدّ، لكن يكون مفهوما أن الخاطب يريد عروسًا موظفة تتقاضى راتبا، وهذا ما تقبله فتيات وترفضه أخريات.

الأوضاع الاقتصادية جعلت الكثير من الفتيات متفهمات لفكرة المساهمة ماليا مع الزوج في نفقات بيوتهن، لكنهن في الوقت ذاته لا يقبلن أن يكون الزواج قائما على ذلك فحسب، وأن يكون الخاطب باحثا عن راتبها لا عن شيء آخر.. فهل تقبل الفتاة الزواج برجل تلمس فيه "الطمع" في مالها؟

دوافع مختلفة

قال أخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "البعض يبحث عن الارتباط بموظفة لدوافع عديدة، منها لتحسين مستواه المعيشي في ضل الظروف الصعبة، ولاعتقاد البعض أن الزوجة الموظفة من الممكن أن تزيد من رفاهية الأبناء وتشعرهم بالتميز عن أقرانهم".

وأضاف لـ"فلسطين" "والبعض الآخر يتزوج موظفة كاستحقاق حياتي بحيث يشعر بالتميز عن الآخرين، وهناك من يتزوج بموظفة طمعًا في راتبها".

وتابع: "يصعب معرفة مقصد الخاطب، إلا في حالات قليلة، منها أن تكون العروس أكبر سنًا منه رغب عدم رغبته بهذا الفارق في السن، أو أن تكون أقل جمالًا مما يريد، ولكنه يقبل بذلك ليستفيد من دخلها الشهري".

وواصل: "إذا تم التأكد أن ذلك الخاطب يريد الارتباط بالفتاة لأجل المال، فإن ذلك الزواج مشكوك في نجاحه، لأن الارتباط هنا هو ارتباط مادي فقط، وإذا انتزع الحب والعلاقة الإنسانية انعدمت العلاقة الزوجية".

فرصة التغيير

وبحسب أبو ركاب: "القبول بالارتباط بهذا الخاطب بمجموعة من الشروط ليس حلا لأن السعادة لا تُشتري بالمال، ولا يوجد ضامن لاستمرار العلاقة إلا الراتب، فإن انقطع لسبب ما فقد تنتهي تلك العلاقة وأينما فقدت العلاقة العاطفية بين الزوجين وحل محلها التفكير في الماديات أصبحت الحياة الزوجية لا تطاق".

وأوضح: "يمكن أن تستمر هذه العلاقة لفترات طويلة، ويمكن العيش في علاقة إيجابية لفترة من الزمن، إلى أن تحصل مشكلة متعلقة براتب الزوجة".

وبين: "وخلال فترة الاستقرار، ويمكن للزوجة أن تغير فكر الرجل لصالحها، وخصوصا أن هذا الزواج ربما نتج عنه أبناء".

إذا قبلت الفتاة برجل تزوجها طمعا في راتبها؟ فكيف تحافظ على مالها؟، أجاب أبو ركاب: "لا بد من وضع شرط من البداية بأن كل راتبها هو حقها الشخصي، وبعد الزواج بالمناورة في توفير جزء من الراتب في مكان محايد مع عدم إشعار الزوج بقيمة هذا المبلغ.