فلسطين أون لاين

​لعبة أطفال للمساهمة في حلِّ مشاكل المياه

...
غزة - نسمة حمتو

كانت تسعى من خلال دراستها للوصول إلى حل أمثل لمشكلة المياه في فلسطين، والتي باتت تؤرق الجميع، ولما أدركت أن الحلول المستقبلية لأي مشكلة تتم عبر غرسها في الأطفال، فاتجهت نحو هذه الفئة، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في بداية عملها إلا أنها نجحت أخيرا في تصميم لعبة "water heroes" للأطفال ليتعلموا من خلالها كيفية الحفاظ على مصادر المياه الطبيعية وترشيد استهلاكها بدلاً من إهدارها وإساءة استخدامها..

عبر الأطفال

بدأت الفكرة تلمع في ذهن الشابة "لميس قديمات" عندما أنهت دراسة الماجستير في مجال البيئة والمياه من جامعة القدس في مدينة الخليل، وساهم في ولادة الفكرة عملها في الجامعة ومشاركتها في كثير من المؤتمرات التي تتعلق بالبيئة والمياه والتي كانت تناقش فكرة حق الفلسطينيين في المياه.

قالت قديمات لـ"فلسطين": "كنت أحرص دوماً على الحديث عن حق الفلسطينيين في مصادر المياه المشتركة بيننا وبين الاحتلال، وفي نفس الجانب كان لا بد من التفكير في المستقبل ومشكلة المياه الحالية في فلسطين".

وأضافت: "من خلال عملي، شاركت في مؤتمر في كوريا عن المياه، ودافعت عن الفكرة بقوة، فرأيت فكرًا جديدًا يستخدمه الكوريون، وهو محاولة حل المشاكل التي يعانون منها، بشكل مستقبلي، أي من خلال توعية الأطفال بها".

من هنا جاءت الفكرة، إذ تساءلت قديمات: "كيف يمكن الحفاظ على المياه عن طريق الأطفال؟".

وأوضحت: "بعد أسبوعين من المؤتمر، قررت خوض التجربة، إذ التحقت بتدريب ضمن برنامج يتعلق بالبيئة والمياه، وشمل البرنامج مسابقة لأفضل فكرة في مجال المياه، ففكرت في تصميم لعبة تعليمية للأطفال لتوعيتهم بأهمية المياه وكيفية استخدامها في الحياة اليومية وترشيد استهلاكها، وتعلّمهم هذه اللعبة الحفاظ على المياه من خلال أشياء بسيطة يحبوها".

وبيّنت: "اخترت فكرة اللعبة، لأن الأطفال بطبيعتهم يحبون الألعاب، وخاصة الإلكترونية منها، وبالتالي فإنها ستساهم في حل مشكلة المياه".

مع انتهاء التدريب الذي شاركت فيه "قديمات"، استطاعت أن تبلور فكرة كاملة على اللعبة وعن المشروع الذي ستنفّذه فيما بعد، وعلى الرغم من مواجهتها العديد من الصعوبات في البداية إلا أنها تمكنت من تحقيق الهدف المطلوب.

وأشارت إلى أن اللعبة التي صممتها تستهدف الأطفال من عمر ست سنوات إلى عشر.

وأوضحت: "استعطت أن أختبر استيعاب الأطفال لهذه اللعبة من خلال زيارتي لكثير من المدارس وبفضل الله استمتع الأطفال بها واستفادوا منها وكانت النتيجة إيجابية، وهي فكرة جديدة بالنسبة للأطفال".

وبيّنت: "ما زاد إصراري على المضي قدما في تنفيذ الفكرة، أن الأطفال استوعبوا ما الذي تتحدث عنه اللعبة، وأبدوا رغبتهم في العمل بالنصائح والأفكار التوعوية في اللعبة".

وعن التحديات، قالت: "ما زلت أواجه العديد من الصعوبات حتى الآن، أهمها كان فكرة الاحتضان، وكان التحدي الثاني عدم وجود مؤسسات تهتم بالأفراد الذين يحملون أفكارًا بيئية".

حاولت "لميس" من خلال عملها التغلب على هذه الصعوبات بشكل بسيط، وذلك بعمل حملة تمويل جماعي عبر موقع belt palistain ، للحصول على الدعم اللازم.

وتطمح أن يتم تطبيق اللعبة في جميع مدارس فلسطين، وأن يتغير سلوك الأطفال في استخدام المياه، وأن تساهم باللعبة التي صممتها في تغيير أسلوب التعليم ونشر الوعي البيئي بشكل أكبر.

وقالت قديمات: "بعد فلسطين أتمنى الوصول للدول العربية والأجنبية التي لديها ثقافة التوعية واستخدام الوسائل الحديثة في التعليم والبعد عن الوسائل التقليدية".

وأضافت: "نعاني من مشاكل في المياه، ولكننا نستطيع التغلب عليها بطرق صحيحة ومستدامة".