فلسطين أون لاين

​لتطوير الذات.. إصلاح العيوب أم تعزيز الإيجابيات؟

...
غزة - صفاء عاشور

يتساءل الكثيرون ممن يرغبون بتطوير أنفسهم وعلاج بعض العيوب في شخصياتهم منها حول كيفية فعل ذلك، وفي هذه الحالة يحتار الفرد بين ما يجب أن يبدأ به، متسائلا: "هل أبدأ تطوير ذاتي بتعزيز الإيجابيات أم يتعين عليّ أولًا إصلاح العيوب الموجودة في شخصيتي؟!".

"فلسطين" طرحت هذا السؤال على مدرب التنمية البشرية صابر أبو الكاس..

خطان متوازيان

قال أبو الكاس: "قبل الإجابة على هذا السؤال، لا يمكن الانحياز إلى جانب وإقصاء الجانب الآخر، حيث إن تعزيز الإيجابية وإصلاح العيوب خطان متوازيان يجب على الشخص أن يسير فيهما باتجاه واحد.

وقال لـ"فلسطين" إن: "عند الإنسان إيجابيات وسلبيات، وربما ما يمتلكه الشخص من نقاط قوة يكون لدى الآخرين نقاط ضعف، وما يمتلكه من نقاط ضعف يكون عند الآخرين نقاط قوة".

وأضاف: "البعض ربما يقف على مساحة واسعة من العشب، ويحدق في شدة اخضراره وجماله، ويقارن بينه وبين المنطقة التي يقف عليها، فيشتكي ويتذمر من اصفرار العشب الذي يقف عليه، رغم أنه كل ما عليه فعله الكف عن التحديق والشكوى والبدء في سقي العشب الذي يقف عليه ليخضر".

وتابع: "نفس الأمر ينطبق على حياتنا، ففي أوقات كثيرة يحتاج الشخص أن يغير ويبدل في بعض مسارات حياته كي يحقق التغيير المطلوب ولكي يعزز الإيجابيات ويعالج السلبيات التي لديه".

وأوضح أبو الكاس: "إذا أراد تحقيق ذلك بشكل عملي، فعليه أن يأتي بورقة وقلم ويُقسم الورقة إلى خانتين، يضع في الخانة الأولى نقاط القوة والإيجابيات، وفي الخانة الثانية نقاط الضعف والسلبيات، ثم يبدأ بعلاج نقاط الضعف والسلبيات الموجودة لديه واحدة واحدة، وفي الوقت نفسه يعمل على تعزيز النقاط الإيجابية والاستمرار فيها".

وبين أن تعزيز الإيجابيات، ليس بالضرورة أن يعالج السلبيات، فمثلا إن كان أحدهم يتمتع بمهنة مجتمعية كبيرة لكنه سيء الصيت، المركز الاجتماعي لن يقصي تلك السلبية، فالأمران منفصلان عن بعضهما.

وقال أبو الكاس: "حتى يحوّل الشخص السلبية في حياته إلى إيجابية، عليه أن يغيّر أفكاره ويحولها إلى أفكار إيجابية، ولكي يُحقق ذلك في حياته، فإن الدراسات والأبحاث تقول إن تكرار الشخص لعبارة إيجابية من 16-21 مرة خلال 16-21 يوم تجعل الفكرة واقعاً في حياته".