فلسطين أون لاين

"كوفيتنا".. قصة وطنٍ في "موضة"

...
غزة - هدى الدلو

لعل الفراغ الدافع الأساسي وراء الأفكار الإبداعية للمشاريع الخاصة، ذلك ما دفع "هيلين" للتفكير بمشروعٍ بنكهة وطنية، يحمل في طياته رسالة القضية الفلسطينية، إذ جعلت عماد هذا المشروع "الكوفية الفلسطينية" التي يلفها الفلسطينيون حول أعناقهم، وتكثر على أعناق المتظاهرين، ويجعلها الشباب لثامًا لوجوههم في المواجهات مع الاحتلال.

"هيلين مصلح"، من القدس، لم يرُق لها اقتصار ارتداء الكوفية "الحطة" الفلسطينية على الرجال فقط، فاتجهت نحو تصميم ملابس نسائية تجمع بين نقش الكوفية، واللمسات العصرية، من خلال مشروع "كوفيتنا"، ساعية بذلك لوضع بصمتها في الحفاظ على الكوفية كجزء من التراث الفلسطيني الذي يسعى الاحتلال لسرقته، والتي يصنع منها ملابس لا تليق بها.

لأنها فلسطينية

قالت مصلح في حوار مع "فلسطين": "اخترت الكوفية لأني من محبيها، والمشرع يصنع ملابس نسائية بتصاميم مستوحاة من الكوفية الفلسطينية تتماشى مع موضة العصر، واخترت اسم المشروع (كوفيتنا) لأؤكد أن الكوفية فلسطينية، وتُنتج بأنامل مقدسية"، مضيفة: "بهذه الطريقة يرى العالم هويتنا عن طريق كوفيتنا".

فكرت في شهرة الكوفية التي تحمل بخيوطها السوداء قصة الوطن، وأرادت ألا يكون ارتداؤها مقتصرًا على الرجال، فصنعت منها ما يتناسب مع النساء، وكانت البداية "شال" للكتف، مبينة أنها أدخلت الكوفية، فيما بعد، إلى مختلف المنتجات النسائية بأشكال مختلفة ومتنوعة.

وأشارت إلى أنها ستصمم منتجات بنقش الكوفية للرجال أيضا في وقت قريب.

‏وأوضحت مصلح: "نجحنا في البيع من خلال المعارض، فبعد إطلاق التصميم الأول بشهور شاركت في معرض في القدس، وحققت أرباح عالية، وبدأتُ مسيرة مشروع ريادي، وحاليًا نبيع منتجاتنا عن طريق الإنترنت والمواقع العالمية مثل موقع (Ebay)".

‏وقالت: "تصاميمي تنبع من القلب، لأنني أصمم ما أحب تصميمه، وفي بعض الأحيان تتزاحم الأفكار والإنتاج، وفي أوقات لا تتوفر تصاميم جديدة".

ولا تتواني عن الدمج في قطعها بين التراث والموضة باستخدام قماش الكوفية بجميع الموديلات وتضيف إليها "الكلف" لتزيدها جمالا.

والغربي أما بالنسبة للعقبات، فأوضحت: "هي كثيرة، خاصة أننا نعيش تحت وطأة الاحتلال، ومنها عدم توفر المواد الخام، وصعوبة الحصول عليها، ما يدفعنا لاستيرادها، ولكن هذا يزيد التكلفة بسبب دفع الضرائب والشحن، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وتطمح مصلح أن تتمكن من توسيع دائرة توزيع منتجاتها، فتنتشر عربيا وعالميا.