الأم مصدر الأمن والعاطفة والرحمة عند الأطفال، وهي تحمل في قلبها كل معاني الخوف على أبنائها، حتى من توبيخ والدهم لهم إن تصرفوا بطريقة خاطئة، ما يجعل بعض الأمهات يخفين عن أزواجهن ما يحصل في غيابهم، ويصبحن سترًا يغطي على عيوب الأبناء، ولكن لا بد أن تجمع الأم بين عقلها وعاطفتها حتى لا تؤثر سلبًا على ابنها، فرقّة التعامل في بعض المواقف هي بالنسبة للابن وسيلة يستخدمها لحماية نفسه من العقاب عن أي خطأ ارتكبه.
توظيف الأسلوب
قال الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة، "حتى لا يكبر الخطأ مع الابن، ويصبح عادة عنده، يجب على الأم ألّا تخفي شيئًا عن زوجها، أي إخباره يكون من أجل مصلحة الأبناء".
وأضاف لـ"فلسطين": "ولكن من الحكمة في أن تُحسن الأم توظيف الأسلوب، واختيار الوقت المناسب، والحالة المزاجية الجيدة للزوج، وعندما تتوفر هذه الأمور يمكنها إعلامه بسلوك أبنائه، وبالتالي لا بد أن يعي الوالدين دور وأهمية كل منهما وحضورهما وأثر ذلك على الأبناء في ضبط التوجيه التربوي لهم".
وأكد ملاخة على أهمية الأخذ بقاعدة التوسط في التعامل مع الأبناء، فلا إهمال ولا دلال أو تسلط زائد أو أسرة متفككة، مشيراً إلى أن للأم دور في ضبط البيئة الأسرية وإشراك الزوج في حدث قد يطرأ في حال غيابه لكن دون إحداث فوضى أو مغالاة في السلوك.
وأوضح: "على الأم أن تحافظ على هيبتها وقدرها في نفوس الأبناء، وتتحلى بالحكمة والروية والنصيحة والحوار الهادئ البناء دون إهمال دور الوالد، ولا بد من إعلامه بما يدور ويخص أبنائه في حالة غيابه".
ونوه ملاخة إلى أن دور الأب مكمل جداً لدور الأم حتى ولو كان يغيب فترات طويلة عن المنزل، مؤكدًا على ضرورة وجود ترابط بين الطرفين لينتهي الأمر بأسرة متكاملة لا تُخفي شيئا ولا تحمل حقد لأحد.
اختيار الألفاظ
وقال: "بعض الأمهات يتصرفن من تلقاء أنفسهن في الكثير من المشاكل التي يواجهها الأبناء وخاصة المراهقين، بحيث تحاول حل المشكلة بنفسها دون الرجوع لزوجها، معتقدةً أنها بإخبار والده ستسبب عقابًا كبيرا للابن، ولكنها لا تدرك إن إخفاء هذا الأمر عن الأب مشكلة كبيرة قد تتسبب فيما بعد باللامبالاة عند الأبناء وتزيد المشاكل بدرجة لا تكفي قدرة الأم للسيطرة عليها".
وأضاف: "فقط كل ما نريده هو الحكمة في اختيار الألفاظ وتبسيط الأمور بشكل عادي حتى لا نستفز الأب أو نثير عصبيته، وهذا يتوقف على الأم".
وشدد ملاخة على أهمية غرس العادات والأسس الصحيحة لدى الأبناء حتى لا يضطروا فيما بعد لإخفاء الأسرار عن الأهل، أو يتفاجأ الأبوين بالكثير من الأفعال التي يقوم بها أبنائهم دون علمهما.