لا تنفعلوا، ولا تنجروا خلف التهديدات والوعيد، ولا تصدر عنكم ردة فعل لا تنسجم مع الأهداف العليا للشعب الفلسطيني، ولا يغضبكم بعض النقد والتجريح، والتلويح بانكشاف أمر الأنفاق، وانتهاء مفعولها، ولا يصدر عنكم حديث يشفي صدور الجائعين لمعلومة صغيرة عن قدرات المقاومة.
صمّوا آذانكم عن الكلام الذي يهدف إلى استفزازكم، وجركم إلى ردة فعل غير مدروسة، حتى اللحظة أنتم المنتصرون، وأنتم الراسخون على تراب الوطن، وتحيرون عدوكم بصمتكم، وتربكون مخططاته بهدوء أعصابكم، وتشغلونه بالتقديرات الخطأ عن قدراتكم، وسأضرب لكم مثلا:
ليبرمان يقول: "حماس تستثمر مليارات الدولارات في مشروع النفق، والآن تغرق جميعها في الرمال، أوصي حماس باستثمار تلك الأموال من أجل رفاهية سكان غزة".
وإسرائيل كاتس يقول: حماس تستنزف مواردها في الموت بدلا من رفاهية شعبها.
وروني بن يشاي، المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت، يقول: "إن الجيش الإسرائيلي سيعمد إلى ضرب الأنفاق الهجومية والدفاعية لحركة حماس في المرحلة القادمة، ولكنه سيحرص على تدمير هذه المنشآت دون وقوع خسائر في الأرواح البشرية، وذلك لأن الجيش يدرك بأن الخسائر البشرية في الأرواح ستجبر حماس على الرد وجر المنطقة إلى مواجهة عسكرية، كما أنه يدرك في ذات الوقت بأن الخسائر المادية لن تجبر حماس على الدخول في حرب مع (إسرائيل)".
معاريف : حذر عضو "الكنيست" عوفر شيلح ، اليوم من أن (إسرائيل) قد تنجر لحرب في غزة و الضفة في حال تردي الأوضاع في غزة، وعلينا ألا ننتظر المجتمع الدولي للنهوض بالأوضاع في غزة لأن تكلفة الحرب أعلى بكثير من تكلفة إصلاح الوضع فيها، كما أن حماس تستغل الوضع القائم من أجل إرسال المواطنين الغزيين إلى السياج الفاصل من أجل تخفيف الضغوط الداخلية عنها.
يسرائيل هيوم: "يجب أن تشرع (إسرائيل) في معركة حاسمة ضد حماس".
إن النشاط الهجومي للجيش الإسرائيلي بشكل خاص والمؤسسة الدفاعية بشكل عام والذي أُعرب عنه خلال الشهر الماضي في الكشف عن الأنفاق الهجومية وتدميرها في قطاع غزة بالتوازي مع اعتقال "الإرهابيين" يرفع بدرجة كبيرة من الفتيل القصير لبرميل حماس المتفجر.
هآرتس: نتنياهو يهاجم غزة ليلاً ويسعى نهارًا لمنع الحرب.
عوفر شيلح: يجب على (إسرائيل) أن تمد غزة بالمياه والكهرباء حتى لا تنفجر الأوضاع ونذهب لحرب تكون تكلفتها أكبر من تكلفة تحسين الوضع بغزة.
أمير بوخبوط في موقع وللا العبري يقول: الوقت يمضي بسرعة، وعلى عكس مصلحة حماس، ووتيرة الكشف عن الأنفاق تتسارع، وكذلك نشاطات الجيش في بناء الجدار، وهذه الأمور تضع معضلة أمام حماس، وعليها الآن أن تقرر هل ستوافق على التضحية بالأنفاق مقابل الهدوء والاستقرار، أو أنها ستقوم باستغلال الوقت المتبقي، قبل ضياع ذخرها الإستراتيجي؟
حذر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد "رونين منليس" بالأمس الفلسطينيين قائلا: "إن الجيش الإسرائيلي مستعد لكل سيناريو" وكذلك فإن قيادة الجيش الإسرائيلي تأخذ بالحسبان قيام حماس والجهاد الإسلامي، بتنفيذ بعض العمليات عبر الأنفاق. وأن الجيش قد يقوم بعملية وقائية برية ضد هذه الأنفاق لمنع وقوع عمليات جديدة منها.
رئيس الأركان: لسنا معنيين بالدخول بمواجهة عسكرية بسبب الأنفاق، إلا في الحالات الشاذة، وعلينا الانتظار لحين الانتهاء من بناء الجدار، وعلى الجيش الاستمرار بالكشف عن الأنفاق الهجومية الموجودة، قبل أن تقرر حماس استخدامها.
أعرف ويعرف شعبنا الفلسطيني أن لديكم خطة، وأنكم تسيرون على نهج، وأن تقديراتكم لأي مواجهة قد أثبتت نجاحها، ولديكم عميق رؤية، بحكم التجربة والممارسة الميدانية، فلا بأس عليكم، ولا خوف على الوطن طالما استقامت الرؤية بين يديكم، فلا يحرفنكم عن هدفكم ما يشاع، وما يقال، وما تردده أبواق الهزيمة.