فلسطين أون لاين

​ما مواصفات المكافأة المُقدَّمة للطفل؟

...
غزة - نسمة حمتو

عادةً يميل الأطفال إلى تكرار السلوكيات والعادات التي يحصلون على مكافأة عليها، وفي الوقت ذاته يحاولون تجنب العادات التي يُعاقبون بسببها، لذا فالمكافأة من الوسائل المهمة في ترسيخ السلوك الجيد عند الطفل، وفي دفعه لتكرار هذا السلوك مجددا، ورغم أهمية المكافأة لا يلتفت لها بعض أولياء الأمور، ومنهم من لا يقدمها بسبب الوضع المالي السيئ للأسرة، على اعتبار أن المكافأة تعني دفع المال، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك، فما مواصفات المكافأة؟ وكيف تكون فعّالة؟ وما الوقت المناسب لتقديمها؟

تنويع المكافآت

قال الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي إن المكافأة من أهم الوسائل التي تُدخل السرور على الطفل وتعززه إيجابياً وتدفعه لتكرار السلوك الجيد.

وأضاف لـ"فلسطين": "للمكافأة شروط، إذ يجب أن تتناسب مع المرحلة العمرية للطفل، فمكافأة الطفل في رياض الأطفال، تختلف عن مكافأته في مرحلة المدرسة، ويجب أن تكون فورية، حيث تُعطى بعد الإنجاز مباشرة وبذلك تكون قوة تأثيرها أكبر".

وأشار إلى ضرورة التنويع في المكافآت المُقدّمة للطفل، فأحياناً تكون مادية كالحلوى والألعاب، وفي أحيان أخرى تكون معنوية، مثل المديح والثناء والحديث عن إنجازاته أمام الآخرين أو اصطحابه في رحلة أو زيارة صديق له.

ونصح بأن تكون المكافأة بشيء يحبه الطفل أو يتمناه بدرجة كبيرة.

ولفت إلى أن المكافآت الكبرى يجب أن يدخل فيها عنصر المفاجأة ما يجعل تأثيرها على الطفل أكبر، وخاصة بحضور أصدقائه أو أقاربه ومن لهم أهمية كبيرة عنده.

وبيّن أن "الهدايا الكبيرة تُمنح في مناسبات كبيرة، كحفظ القرآن الكريم، أو عندما يحصل على معدل مرتفع في المدرسة، أو لالتزامه بالصلاة بشكل دائم".

وأكّد: "ليس بالضرورة أن تكون المكافأة ذات قيمة مالية عالية، فالأهم قيمتها المعنوية، فمثلا يمكن صناعة الحلويات والسكاكر في المنزل وإهداؤها للطفل".

وقال الشوربجي: "يجب ألّا تتكرر المكافأة كثيراً لأن الطفل قد يصل لدرجة التشبع منها".

وأضاف: "من الجيد أن يصمم الأهل جدولًا خاصًا بالمعززات التي يحصل عليها الطفل، فكل سلوك إيجابي يقوم به يحصل مقابله على مكافأة معينة في نهاية الأسبوع، وهناك الكثير من القيم يمكن وضعها في هذا الجدول وترتيبها بحسب أهميتها".

وتابع: "المكافأة تُشعر الطفل بقيمته، وأن الآخرين يقدّرون إنجازه ، ما يزيد من ثقته بنفسه ورضاه عنها، ويشعره أن أداءه لا يضيع عبثا، فيكرر سلوكياته الجيدة مجددا لأنها مرتبطة في ذهنه بشيء إيجابي".

وشدد الشوربجي على أنه في حال وعد الوالدان الطفل بالمكافأة، فعليهم الالتزام بها حتى لا يُصاب الطفل بالإحباط.