فلسطين أون لاين

​بـ "فن المصغرات".. قاومت "براءة" الفراغ والبطالة

...
غزة - هدى الدلو

سنوات من الاجتهاد تكللت بشهادة جامعية كما كانت تتمنى، ولكن حدث ما لم تكن تتخيله، وهو أن تبقى حبيسة الجدران بلا عمل، فبحثت في الركن الدفين من المواهب والهوايات، ونبشت صندوق مهاراتها، واستخرجت منه "صناعة المصغرات"، وخاضت غمار هذا الفن في محاولة منها لاستثمار أوقات فراغها، ليصبح فيما بعد مصدر رزق لها تواجه به شبح البطالة.

تجربة جديدة

براءة أبو محسن (24 عامًا)، حاصلة على بكالوريوس في اللغة الانجليزية، وحالها كحال الكثير من شباب غزة، يتخرجون بشهادات جامعية ولا يحصلوا على أي فرصة عمل.

قالت: "بحثت ليالي طوال عن شيء أقضي فيه وقت فراغي، وأثناء بحثي لفترات طويلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي صادفني مقطع فيديو عن فن المصغرات أُعجبت به، وقررت تجربته".

ذلك الفن لم يكن ضمن هواياتها في طفولتها، أو أي مرحلة عمرية، ولم يسبق لها أن رأته أو جربته، ولكن الأمر يتطلب موهبة رسم، لأنه يعتمد اعتمادًا كليًّا على التفاصيل الدقيقة والصغيرة.

أوضحت: "أمتلك موهبة الرسم، ونظرًا لعدم توفر الأدوات والمكونات اللازمة لفن المصغرات في غزة، بحثتُ عن بدائل، فصنعتها يدويًا في منزلي، لأصنع بها مشغولات يدوية مختلفة، كالزخارف والأشكال الصغيرة والعلَّاقات وغيرها".

وبيّنت: "في البداية، بدأت بالمصغرات كشيء يملأ وقت وفراغي بدلًا من أن يضيع بلا فائدة، ولم أكن أفكر بعرض مشغولاتي للبيع".

ما تصنعه أناملها، كانت تعرضه على صفحتها الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فلقيت أعمالها إعجابًا ورواجًا، وطلب منها بعض مستخدمي الموقع شراء منتجاتها، ما دفعها نحو الاستمرار.

وأشارت إلى أن الطلبات التي وصلتها دفعتها لأخذ الأمر على محمل الجد، لينتقل الأمر من مجرد الهواية وملأ وقت الفراغ إلى عمل.

أكثر ما يعيق هذا العمل هو عدم توفر الأدوات اللازمة له في القطاع، ومع ذلك فإن "براءة" تطمح لفتح مشروع خاص بها يقوم على فن المصغرات.