فلسطين أون لاين

​المهارات الناعمة.. سُلَّم للارتقاء

...
غزة - صفاء عاشور

لم يعد المستوى العلمي المعيار الأساسي والوحيد لاختيار الموظفين، فما يتعلمه الفرد في أروقة الجامعات يُسمى "المهارات الصلبة"، فيما يركز العالم حاليًا على "المهارات الناعمة"؛ وهي تلك المهارات التي تعكس شخصية الإنسان، فما الفرق بين المهارات الصلبة والناعمة؟ وما أهمية الأخيرة؟ وكيف يمكن اكتسابها؟

أكثر أهمية

قال مدرب التنمية البشرية الدكتور مؤمن عبد الواحد: إن المهارات الصلبة هي تلك التي تتحدث عن العلوم الأكاديمية التي يتلقاها الإنسان.

وأضاف لـ"فلسطين": "أما المهارات الناعمة هي كيفية تطبيق المهارات الصلبة في الحياة اليومية، فبالتطبيق الصحيح تتحول الصلبة إلى ناعمة، وهي مجموعة المهارات المتعلقة بالتفكير بأنواعه، والتشبيك، والاتصال والتواصل، واتخاذ القرار، وصناعة القرار، والمبادرة، وغيرها من المهارات التي تلزم الإنسان في تفاصيل حياته". وتابع: " المهارات الناعمة أهم بكثير من المهارات الصلبة، لأن الأخيرة يمكن اكتسابها في أي مرحلة حياتية، أما الأولى فهي مبنية على قيم حياتية وسلوك وتربية وتنشئة مجتمعية وتأثر بالثقافة المحيطة، لذلك فإنها صعبة الاكتساب، وامتلاكها يميز الفرد عن غيره".

وواصل: "من لا يملك المهارات الناعمة ليس بمقدوره ترك أثر في الناس، فهو يفتقد حضور الشخصية التي تؤثر في المحيطين به، أما من يملكها، حتى ولو كان ضعيفًا في المهارات الصلبة ويتمتع بالمهارات الناعمة فمن المؤكد أنه سيترك أثرًا قويًا في نفوس المتعاملين معه".

وأوضح عبد الواحد: "العالم العربي لا يهتم للمهارات الناعمة وللأثر القوي الذي يمكن أن تحدثه في عملية التطوير"، مرجعًا ذلك إلى عدم اهتمام الجامعات والمدارس بهذه المهارات، إضافة إلى عدم اهتمام الشخص نفسه بها.

وبيّن: "التقييم في القبول في الجامعات ووظائف العمل والناجحين في الحياة يتم حسب التقييم الأكاديمي وليس وفق المهارات الناعمة، ولذلك تعززت المهارات الصلبة على حساب المهارات الناعمة على المستوى العربي".

ولفت إلى أن بعض الجامعات أدركت أهمية المهارات الناعمة وأدخلتها في بعض المساقات الدراسية، ولكنها عملت على إيصالها للطالب بطريقة التعليم التقليدي، على حد قوله.

ونصح الطلبة والخريجين بالبحث عن المهارات الناعمة التي يُجيدونها، وتطويرها واكتساب غيرها، فهي تزيد فرص الحصول على عمل، وتكسب صاحبها قيمة ذاتية ومجتمعية.

وقال عبد الواحد: "المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى إعادة ترتيب الأولويات من جديد وتفعيل دور المهارات الناعمة، والابتعاد عن المتاهات التافهة التي لا يزال الشعب عالقًا فيها، بينما العالم يبحث في كيفية تطوير المهارات الناعمة والاستفادة منها على مدى أكبر".

وأضاف: "نحن بحاجة لإقناع الشباب بضرورة امتلاك هذه المهارات، فصاحب أي مؤسسة عندما يجد هذه المهارات في المتقدم للوظيفة، فهو بكل تأكيد سيراه مختلفا عن باقي المتقدمين".