فلسطين أون لاين

​تجاهل الأخطاء يعني ارتكاب المزيد منها

...
غزة - نسمة حمتو

التربية عبارة عن غرس مفاهيم وقيم في الطفل، وتوجيه إيجابي لصقل شخصيته وتحسين سلوكه، وحتى تتكامل التربية وتكون بصورة بهية لا بد من المتابعة والملاحظة والتقويم، وأي إهمال للسلوك الخاطئ قد يؤدي إلى آثار سلبية كان سببها التغاضي عن الأخطاء منذ البداية.

الأثر الطيب

قال الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة، إن دور المربي يتمثل في توظيف الأثر الطيب في تعديل السلوك ومخاطبة عقل الأبناء للتمييز بين الخطأ والصواب.

وأضاف: "يمكن للمربي استخدام أسلوب الترهيب أو الترغيب في تعديل السلوك الخاطئ، ولكن لا يجوز ترك الطفل يرتكب خطأ دون مراجعته ومحاولة تعديل سلوكه".

وتابع: "نشكل طرق التعديل والتقويم بحسب الخطأ وتكراره وعمر الطفل، مع مراعاة التدرج في الطرق وتوظيفها ليتعلم من خلالها الأبناء التفريق بين المقبول وغير المقبول من السلوكيات".

وأوضح: "عندما يصدر عن الطفل تصرف خاطئ للمرة الأولى، على الوالدين التعامل معه على أساس أنه لا يعرف أن تصرفه خاطئ، فالطفل يمكن أن يتصرف مقلدًا ما يشاهده في أفلام الكرتون، أو أقرانه في المدرسة، دون أن يميز الخطأ من الصواب، لذا ينبه الوالدان الطفل للخلل في سلوكه ويشرحا له لماذا يُعدّ تصرفه خاطئًا، ويرشدانه إلى تصرف صحيح بديل، وكثير من التصرفات يعرض عنها الأطفال بعد أن يعرّفهم المربي بأنها خاطئة".

وأكد ملاخة أن تجاهل أخطاء الأطفال يجعلهم يعتادونها، ظنًّا منهم أنها ليست خطًا يستوجب العقاب.

وبيّن: "يظن البعض أن الطفل يتعلم من خطئه بنفسه، ولكن هذه الفكرة غير صحيحة، فالنفس لا تميل لمعاقبة ذاتها، إلا إذا كان الشخص واعيًا بتصرفاته"، موضحًا: "بالعكس قد يكون عدم العقاب سببًا في ارتكاب مزيد من الأخطاء على عكس ما نعتقد تمامًا، لذا لا بد من الالتفات لهذا الأمر جيدًا".

ونوه ملاخة إلى أن إرشاد الطفل للسلوك الصحيح يكون من خلال حوار هادئ معه، لا بتعنيفه، فالحوار الهادئ يُشعره بالأمان والاهتمام ويعزز ثقته بوالديه، ما يدفعه للأخذ بإرشاداتهما، كما أن أثر محاورته يدوم، على عكس التعنيف الذي قد يستجيب له بشكل مؤقت فقط ومن ثم يعود لذات السلوك الخاطئ.