فلسطين أون لاين

ردًا على تقليصات خدمات "أونروا"

لاجئون: متمسكون بحقنا في حياة كريمة وعودتنا لأراضينا المحتلة

...
غزة - نور الدين صالح
"رح نرجعلك يا فلسطين مهما طال البعاد والسنين"، هي عبارة قالتها اللاجئة الفلسطينية الحاجة أم جوزيف دولة، تأكيداً منها على تمسكها بحق العودة لأرضها التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي منها عام 48.

ويرافق الحاجة دولة في الخامسة والثمانين من عمرها، "العكازان"، كونها تعاني من أمراض الشيخوخة وبعض الأمراض الأخرى كالسكري والضغط، لكنها لم تنل من ثباتها في حق عودتها لأرضها التي هُجّرت منها.

حالة العزيمة والإصرار بدت واضحة على دولة، وهي تقول لمراسل صحيفة "فلسطين"، "مَن ليس له وطن ولا أرض ليس له عرض، لذلك يجب أن نحافظ على أرضنا ووطنا فلسطين".

وتضيف الحاجة "نريد حقنا في العودة والرجوع إلى بلادنا، ولا نريد أي مساعدات من أحد (..) حسبنا الله ونعم الوكيل على كل متآمر على الشعب الفلسطيني".

وتُصر الحاجة على حقها بالرجوع إلى الوطن المحتل، واسترجاع حقوق اللاجئين الفلسطينيين المشردين من بلادهم (..) أولادنا وأحفادنا أصبحوا لاجئين".

وتختم حديثها بعبارة يملؤها الألم والحسرة على ضياع الشعب الفلسطيني وتشرده من أرضه "واحسرتاه على فلسطين وأهلها".

أما اللاجئة أم محمد وادي (56 عاماً)، التي تقطن في قرية المغراقة وسط القطاع، فتؤكد تمسكها بحق العودة، وتستنكر تقليص الإدارة الأمريكية لمساعداتها لوكالة "أونروا".

وتصف وادي خلال حديثها مع صحيفة "فلسطين"، قرار تقليص الدعم المالي الأمريكي بـ "الظالم"، لا سيما أنها تعتاش على "الكابونة" التي تقدمها الوكالة لعائلتها، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها.

وتضيف وادي وهي أم لعشرة أفراد وزوجها لا يعمل، "وضعنا صعب كثير، وقطع المساعدات عنا يعني زيادة وضعنا المعيشي قسوة أكثر"، مناشدة كل المسؤولين والمعنيين للتدخل لإنقاذ "أونروا"، لضمان حياة أطفالها.

وتطالب العالم العربي والإسلامي ودول الاتحاد الأوروبي، بضرورة تقديم الدعم اللازم لأهالي قطاع غزة، مستدركة "لولا مساعدات الوكالة علينا، لازدادت أوضاعاً سوءاً"، وفق تعبيرها.

فيما بدت علامات القوة واضحة لدى الحاج سعيد الداعور (62 عاماً) وهو لاجئ ويسكن في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حينما تحدّث بصوت عالٍ "أنا لازم أرجع على بلدتي الأصلية هربيا".

ويقول الداعور لـ "فلسطين"، إن إرادة الشعب الفلسطيني لا يقهرها جوع ولا قصف وسنعود إلى أرضنا في العام القادم بإذن المولى"، موجهاً رسالته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مهما مارستم فينا الإبادة لن تهزموا فينا الإرادة".

ويضيف "أنا فلاح فلسطيني، ولا بد أن أعود على أرضي وأزرعها من جديد"، مشيراً إلى أنه سيشارك في مسيرات العودة التي ستنطلق على حدود قطاع غزة نهاية الشهر الجاري.

كما وجه رسالة للعالم أجمع "أعطونا أرضنا وحقوقنا، وما بدنا أونروا (..) سنصمد رغم الحصار المفروض على القطاع منذ 11 عاماً، وبتآمر عربي علينا".

ولم يختلف الحال كثيراً لدى اللاجئ أبو خميس المجدلاوي (54 عاماً)، حيث يقول "إن العالم أجمع يحارب الشعب الفلسطيني في لقمة عيش كريمة".

ويضيف المجدلاوي، وهو من سكان مخيم الشاطئ، "إننا نعيش دون أدنى مقومات الحياة الانسانية"، موجهاً رسالته للعالم "أعطونا حقوقنا في العيش بأرضنا بكرامة ولا نريد منكم لا دعما ولا أموالا".

كما وجه رسالة لترامب قائلاً "أنت تمتلك الحكم على الولايات المتحدة، وليس لك حق بالحكم على أرض فلسطين"، مستنكراً قرار الإدارة الامريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، وعزمها نقل سفارتها للقدس في مايو المقبل.

ودعا المجدلاوي إلى ضرورة تقديم الأموال اللازمة لـ "أونروا"، التي تقدم الغوث والمعونة للاجئين الفلسطينيين، وفق التفويض الذي أُنشئت لأجله، في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي.

وكانت اللجنة الوطنية لدعم "أونروا"، طالبت في بيان لها، مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة باستصدار قرار تاريخي ومصيري باقتطاع موازنة "أونروا" مباشرة من ميزانية الأمم المتحدة.

ودعت اللجنة، كل الدول والهيئات والأفراد والقوى الحية في العالم، لأن تبقى على التزاماتها، لضمان استمرار حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين المستفيدين من هذه الخدمات.