فلسطين أون لاين

​سنة أولى أمومة.. مسؤولياتٌ ترافق السعادة

...
غزة - صفاء عاشور

تواجه المرأة التي تنجب لأول مرة الكثير من التحديات التي يمكن أن تقلب حياتها رأسًا على عقب، بسبب دخول طفلٍ في حياتها لأول مرة، ولأنها هي المسئولة عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذا الطفل، وهذا تحد كبير ليس من السهل أن تنجح في تجاوزه بمفردها.

غالبًا ما تواجه الأم الجديدة الكثير من المشاكل في العام الأول بعد الإنجاب، ويكون ذلك على صُعدٍ مختلفة، منها ما يتعلق بالطفل، أو بالمحيط العائلي، وربما بالأم نفسها، ولمواجهة المشكلات فإن الأم الجديدة بحاجة لمساندة المقربين منهم.. "سنة أولى أمومة" هو ما نتحدث عنه في السطور التالية.

الدعم الاجتماعي

الأخصائية النفسية ليلي أبو عيشة قالت إن "قدوم طفل جديد للأسرة هو شيء جميل يُدخل السعادة والسرور على الوالدين والأهل والأقارب، ولكن يلحقها الكثير من المسئوليات التي تتولاها الأم بعد إنجاب هذا الطفل".

وأضافت لـ"فلسطين" أن قدوم طفل جديد يعني انتقال الأم من مرحلة الاستقلال إلى مرحلة المسئولية على طفل يعتمد عليها بشكل كامل في كافة شؤون حياته، مما يدفعها لتخصيص الكثير من الأوقات له على حساب نفسها وصحتها وبيتها.

وتابعت: "من أول الأمور التي يجب أن تُوفر للمرأة التي يرزقها الله بطفل جديد هو الدعم الاجتماعي، سواء كان من الزوج، أو الأم، أو الحماة، أو باقي الأقارب، فهذا الدعم سينعكس بشكل إيجابي على صحتها الجسدية والنفسية".

وأوضحت أبو عيشة: أن تلقي الزوجة للدعم، خاصة من الزوج، يعينها على التعافي بسرعة بعد الولادة، ويساهم في رفع معنوياتها، ما يجعلها قادرة على تحمل مسئولياتها تجاه الطفل الجديد، وتحديدا فيما يتعلق برعايته والاهتمام به والرقابة الدورية له.

وبينت أن توعية الأم بالمهام التي يجب تأديتها تجاه طفلها هي مسئولية والدتها وحماتها، وفقاً لطبيعة المجتمع الفلسطيني الذي يوفر للأم الجديدة هذه الميزة، لافتةً إلى أن الأم تحصل على كم كبير من النصائح حول طريقة التعامل مع الطفل في كافة جوانب حياته.

ونصحت الأمهات الجدد بعدم تجاهل النصائح التي تنصب عليهن من كل طرف، وأن يأخذن بها، خاصة أنها تأتي من جهات عاشت التجربة سابقاً، أي أن هذه النصائح هي نتاج خبرة قد لا تكتسبها الأم الا إن مرّت بظروف سيئة.

دون استعجال

أما فيما يتعلق بوقت السيدة في سنتها الأولى في الأمومة، فأكدت أبو عيشة أن تنظيم الوقت وإدارته من أصعب ما يواجه الأم الجديدة، خاصة أنها ستتعرض لمتطلبات لم تكن معتادة عليها.

وقالت إن الأم يجب ألا تستعجل في إدارة وقتها، بل عليها في البداية معرفة طفلها وطباعه وكيفية التعامل معه، بعدها ستتمكن بشكل تلقائي من تنظيم وقتها والقيام بالعديد من المهام في فترات الراحة التي يمكن أن تقتنصها.

وأضافت: "بعد إنجاب الطفل الأول يكون جل الوقت موجهًا للعناية بالطفل الجديد الذي يسيطر على وقت والدته، ولكن بعد فترة ستدرك الأم مهارة ادارة الوقت، مما يجعلها تنجو من العديد من المشاكل".

وشددت على أهمية أن تُولي الأم الاهتمام لنفسها، خاصة على المستوى الصحي، ومن أجل ذلك عليها أن تهتم بطعامها وصحتها حتى تسترجع ما فقدته بسبب الحمل والولادة، وهو ما سينعكس إيجابياً عليها وعلى عائلتها بشكل تلقائي.

وأشارت أبو عيشة إلى جانب آخر يجب أن توليه الأم اهتماما، وهو فقدان الوزن الذي اكتسبته في فترة الحمل، وممارسة الرياضة بشكل مستمر، منوهةً إلى أن مقدار اهتمام المرأة بنفسها يتعلق بمستوى ثقافتها التي نشأت عليها.

وأكدت أنه مقدار اهتمام المرأة بنفسها ينعكس على حياتها، كعلاقتها بزوجها، وصحتها العامة، وحياتها الجديدة مع طفلها.