فلسطين أون لاين

​كيف نتعامل مع رغبة المُراهِقة في "كسر القيود"؟

...
غزة - نسمة حمتو

تعيش الفتاة في سن المراهقة ظروفًا مختلفة، فهي تارة قد تكون متزنة واعية، وتارة ثانية تكون منغلقة، وثالثة يصيبها الحزن وتشعر باليأس، ومع اختلاط المشاعر، ترغب في التغيير والتحرر من قيود أسرتها وتقليد كل ما تراه ويروق لا خارج نطاق العائلة، فتطالب أهلها بالحصول على كل ما هو جديد سواء على صعيد الملابس أو أنواع معينة من الطعام أو أدوات التكنولوجيا الحديثة، أضف إلى ذلك الخروج عن بعض التعليمات وحدود المسموح والممنوع، وهو ما يجعل الأهل في حيرة من أمرهم بحثا عن السبيل الأنسب للتعامل معها..

تحرر وانطوائية

قال الأخصائي الاجتماعي والنفسي أحمد حمد: إن "لكل مرحلة من مراحل تطور عمر الإنسان متطلبات، وبالنسبة للإناث فإن مرحلة المراهقة تحديدا هي ثورة نفسية وجسدية وعصبية تعيشها الفتاة".

وأضاف لـ"فلسطين": "كثير من الأمهات لا يعرفن كيفية التعامل مع أبنائهم المراهقين، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة، وعلى الأم أن تفهم هذه المرحلة جيدا، فهي القدوة والنموذج لابنتها، وعليها أن تدرك أن ابنتها تعيش مرحلة من التناقض، إذ تريد أن تتحرر وفي نفس الوقت تميل للانطوائية".

وتابع: "الفتاة في هذه المرحلة لا تميّز بين السلوك السوي وغير السوي، وهي تحاول تقليد والدتها في كل شيء، فهي إذا رأت والدتها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي طيلة اليوم ولا تلتفت لأمور بيتها، فستحاول تقليدها".

وواصل: "وربما تقتدي بنموذج معين من الصديقات من طبقات اجتماعية مختلفة، فتطلب ظروفا حياتية مشابهة لظروف صديقاتها، دون تقدير للظروف الصعبة التي تعيشها أسرتها".

بالحوار

وأكد حمد على أهمية التعامل مع الابنة المراهقة بالحوار والنقاش، وليس العصبية والضرب والعناد، مبينا: "بعض الأمهات لا يستطعن السيطرة على بناتهن بطريقة سليمة، ولا يكن صديقات لهن، بسبب خوف الفتاة من أن تبوح لأمها بكل ما يجول في خاطرها".

وأوضح: "لذا تحاول الكثير من الفتيات الحصول على المعلومات التي تريدها من مواقع التواصل الاجتماعي أو من صديقاتها ويصبح لديها الكثير من المعلومات، وتبدأ بالتعالي على والدتها".

ونصح الأمهات باحتضان بناتهن المراهقات، واحتوائهن ومناقشتهن، وبذلك تكون حافظة أسرار ابنتها بعيدًا عن رفيقات السوء.

ونوه إلى أهمية تعزيز الرقابة الذاتية من الداخل، إضافة إلى القيم والعادات والتقاليد وعلى رأسها الوازع الديني، لافتاً إلى أن الكثير من الانحرافات يكون سببها بسيط جداً وهو غياب الحاضنة الرئيسية، أي الأم.