لم تَعُد خطة تفكيك "أونروا" خطة سرية، بل أصبحتْ هي قضية الساعة، كتبتُ قبل أشهر مُحذرا من تفكيكها، لأنها رمزٌ حقوقي، أُممي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، هذه القضية هي حجر العثرة الرئيس أمام كل خطط إزالة القضية الفلسطينية، لأن اللاجئين الفلسطينيين، بمختلف أقسامهم، وأجيالهم، ما يزالون يُطالبون بحقوقهم المشروعة، وحقهم في العودة إلى وطنهم.
تأتي خطة التفكيك، بعد الوعد، الترمبي، بنقل السفارة إلى القدس، واعترافه بأنها عاصمة (إسرائيل).
إن خطة تفكيك "أونروا"، جاءتْ بعد دراسة إسرائيلية مُكثَّفة، بدأت عمليا خلال حرب الجرف الصامد الأخيرة على غزة، عندما وزَّعت (إسرائيل) أشرطة فيديو عن استخدام مقرات ومدارس "أونروا" مخازن لصواريخ المقاومة، وقامت بتفجير المدارس، وقتل اللاجئين المشردين فيها.
كانتْ تلك هي البداية، التي أوصى بها العدو اللدود لليونسكو، دافيد بيدن، David Bedein هو اليوم ضيفٌ مقيم في الكنيست، وفي مراكز الدراسات والأبحاث، وهو الذي يُغذِّي المطبخ السياسي بوجبات، واقتراحات، وأشرطة فيديو، منذ ثلاثين سنة كاملة، وهو يطارد اليونسكو.
يقوم، عدو "أونروا" بالمهمات التالية، وفق صحيفة المستوطنين، أروتس شيفع يوم 7-3-2018م:
يتابع المناهج الدراسية المقرَّرة على طلاب اللاجئين، البالغ عددهم 515,000 طالب، يرصد المقررات الدراسية التي تعتبرها (إسرائيل) تحريضا، يدير مركزا إعلاميا، ويعمل صحفيا استقصائيا، أسَّس وكالة أنباء، وهو صانع عدة أفلام وثائقية عن أنشطة، "أونروا".
كنتُ أتابعه منذ زمنٍ في موقعه الإعلامي، إليكم توصياته للمطبخ السياسي الإسرائيلي:
"إلغاء المقررات الدراسية، التي تدعو إلى تحقيق حق العودة بالقوة، والنصوص التي تدعو إلى الجهاد، بالإضافة إلى منع الطلاب من التدريب على السلاح في المخيمات الصيفية، مع استحداث مقررات ترسِّخُ مبادئ السلام.
طرد الموظفين المنتسبين للمنظمات (الإرهابية) العاملين في "أونروا".
إلحاق "أونروا" بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتطبيق مقاييسها على الجيل الرابع والخامس من اللاجئين منذ عام 1948م، باعتبارهم ليسوا لاجئين.
مراجعة مصادر التمويل لـ"أونروا" من 68 دولة، مع مطالبة، الأونروا بالشفافية في الإنفاق، وإلزامهم بعدم دعم الجهات، ( الإرهابية)!.
إلغاء عقد "أونروا" مع المطرب محمد عساف كسفير للشباب، لأنه محرضٌ على الإرهاب!
قال المفوض العام لـ"أونروا"، ماتياس شمالي، في ندوة كنتُ حاضرا فيها، عقدتْ في نقابة الصحفيين بغزة، يوم الأحد 11-3-2018:
"إنَّ محاولة نتنياهو إلغاء أونروا، وإلحاقها بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تشير إلى جهلٍ بقوانين عمل المفوضية، لأن المفوضية السامية أُنشئت للعناية بالمهجَّرين، ومِن ثَمَّ تسهيل عودتهم إلى مدنهم وقراهم، فهل نتنياهو مستعدٌ لتحقيق العودة لهم؟!!
أخيرا، بعد سماعي لضائقة "أونروا" المالية، واستعدادها لتقليص خدماتها، أرى من الضروري، أن نُشعل الضوء الأحمر، ونقوم بتوعية أهلنا، بالخطة الإسرائيلية التالية التي تهدف لتفجير غزة، ليس في وجه المحتلين الإسرائيليين، بل في وجه، "أونروا"، مما يستدعي انسحاب "أونروا" من غزة، لشعور موظفيها بالخطر على حياتهم، كما هو معتادٌ في مثل هذه الحالة، وهذا ما تسعى (إسرائيلُ) لتحقيقه في المستقبل القريب، بتحويل المعركة إلى الداخل، بواسطة جهل كثيرين بمسار هذه الخطة، وبواسطة عملاءَ قد يكونون مزروعين لتحقيق تلك الغاية، فيتحقق حُلم، دافيد بيدن، عدو "أونروا"، في ضرورة تفكيكها، وإلغائها، بأيدينا نحن، فاحذروا!!