ارتبط توقيت تهديدات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بقرار مجلس الأمن الدولي الذي أصدره مؤخرا لوقف الاستيطان.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أوردت في وقت سابق بأن نتنياهو، يخطط لاستهداف "أونروا"، بعد تسلم إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامها رسميا، الشهر المقبل، بقطع المساعدات عنها، وإلغاء تعيينات مسؤولين مناهضين لـ(إسرائيل) في الأمم المتحدة ويطلقون تصريحات معادية لها.
ورأى خبيران فلسطينيان تحدثا لصحيفة "فلسطين" بأن (إسرائيل) فتحت جبهة جديدة كي تتعامل من خلالها كردة فعل للموقف الذي صدر من مجلس الأمن، لتصنع مشكلة كبيرة كي تفلت من إفرازات قرار مجلس الأمن، متوقعين أن تتعامل (إسرائيل) بحدة أكبر وتشدد حيال التوجهات الدولية خاصة توجه فرنسا لعقد مؤتمر دولي للتسوية.
إلا أنهما ذكرا أن نظرة (إسرائيل) للوكالة لا يمكن أن تغير من وجودها، لأن تشكيلها نبع بعد قرار دولي (194) الخاص بموضوع اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدين أن بقاء مشكلة اللاجئين مرتبط بوجود الوكالة الدولية، وعمل الوكالة موجود في كل أماكن اللجوء الفلسطيني بداخل فلسطين وخارجها.
تصعيد الموقف
يقول عضو مجلس العلاقات الدولية تيسير محيسن: "إن هذه التهديدات تهدف إلى التضييق على عمل الوكالة في الأراضي الفلسطينية، كجزء من سياسة نتنياهو في التضييق على السلطة الفلسطينية، وكل هذا في اتجاه الضغط على الشعب الفلسطيني".
وأضاف محيسن: أن (إسرائيل) لا تستطيع وإن اتخذت قرارات بالتضييق على شخصيات بالوكالة، أو تقليص وصول المساعدات والإمكانيات التي تستلزم عمل الأونروا بفلسطين، إلغاء وجودها.
بيد أنه رأى أن كل شيء متوقع في ظل وجود إدارة أمريكية تتعاطى مع المطالب الإسرائيلية بهذا المستوى الواسع، موضحا أن السياسة الأمريكية القادمة من الممكن أن تحمل في مضمون توجهاتها أن تتماشى مع المطالب الإسرائيلية، بتصعيد الموقف تجاه المؤسسة الدولية.
وتهديدات نتنياهو – حسب محيسن - مقدمة لسلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تتصاعد تباعا إلى أن يستلم ترامب قيادة البيت الأبيض، لتزيد حدة التضييقات وتأييد الخطوات المتخذة إسرائيليا التي يمكن أن تربك الوكالة وتجعلها تقلص خدماتها بالأراضي الفلسطينية.
وينسحب على ذلك نجاح (إسرائيل) في اقناع بعض الدول التي تقدم مساعدات للوكالة بالتوقف عن ذلك الأمر الذي سيضع الوكالة أمام أزمة يجعلها تتراجع عن تقديم خدماتها إضافة إلى تقليص مجال الصرف والتوظيف والمقرات المفتوحة، مما سيعود بالسلب على الشعب الفلسطيني الذي يتلقى هذه الخدمات من عقود, كما أشار.
ضغوط
من جانبه، ذكر الخبير في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم أن تهديدات نتنياهو بتوقيع عقوبات على المنظمات الأممية بعد التصويت الأخير بمجلس الأمن، جاءت خلال افتتاح مشروع تطوير الجليل، التي صرح خلالها أنه سيتعاون مع إدارة ترامب بتوقيع عقوبات على المنظمات الأممية.
وقال علقم: "إن التقارير العبرية ذكرت أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة والإدارة الجديدة لأمريكا، سيتعاونان مع (إسرائيل) لإفراغ القرار من مضمونه".
وبهذا الصدد، أوضح أن (أونروا) على وجه الخصوص ترمز إلى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من أرضهم، وإن تراجعت خدماتها، فمجرد بقائها هو استمرار لقضية اللاجئين ومعاناتهم والحاجة الملحة إلى حل قضيتهم.
وبين أن نتنياهو يريد أن ينهي بأي شكل من الأشكال قضية اللاجئين لأنها تؤثر على وجود (إسرائيل) وتذكر العالم أن هناك احتلالا وجريمة حصلت عام 1948.
وتوقع أن نتنياهو سيذهب ويحاول من خلال الضغط على الوكالة بواسطة أمريكا والإدارة الأمريكية بموضوع المخصصات، وعدم منح التصاريح اللازمة لطواقم الوكالة للتحرك والانتقال داخل فلسطين المحتلة، وزيادة صعوبات إدخال المواد التي تحتاجها، لإضعاف أدائها حتى تصبح بحاجة لمغازلة نتنياهو، موضحا أن الولايات المتحدة لم تساهم منذ أعوام في تمويل الوكالة.