يثير نصب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أبراج مراقبة على مدخل باب العامود في القدس المحتلة، قلقاً متزايداً لدى المقدسيين من إجراءات الاحتلال التي تهدف لإحكام السيطرة الأمنية على المنطقة، ومراقبتهم وتقييد حركتهم ووصولهم إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
ويؤكد مقدسيون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن نصب أبراج المراقبة يأتي في إطار إحكام القبضة الأمنية الإسرائيلية على القدس، لاسيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر/كانون أول الماضي الاعتراف بالمدينة عاصمة لدولة الاحتلال، وتطبيقا عمليا لخطط تهويدها.
وكانت قوات الاحتلال، نصبت مؤخرًا ثلاثة أبراج مراقبة عسكري، في منطقة باب العامود وسط القدس، وذلك في إطار خطة أمنية التي أعلن عنها وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان في حزيران/ تموز الماضي لإحكام السيطرة على المنطقة.
وقال رئيس لجنة الإعمار في المسجد الأقصى التابعة للأوقاف الاسلامية م. بسام الحلاق، أن استهداف منطقة باب العامود من قبل المستوى السياسي والأمني الأعلى في دولة الاحتلال يحمل "دلالات خطيرة".
وأوضح الحلاق لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يريد تغيير الوجهة العربية والاسلامية لمنطقة باب العمود، فكانت الاجراءات الأمنية وبناء الأبراج والتحصينات وتركيب كاميرات المراقبة، وتغيير مسارات المرور، ومنع المقدسيين من الجلوس في ساحاته، وحظر احياء الفعاليات المتعلقة بالمناسبات الوطنية أو الدينية، بزعم الخطر الأمني على جنود الاحتلال.
أما المرشد السياحي المقدسي خضر نجيب، فقد أكد أن الاحتلال يحاول منذ عام 1967م فرض السيطرة الأمنية على باب العامود والسوق التابع له، والذي من يعد أقدم الأسواق في مدينة القدس المحتلة، ويعود إلى العهد الروماني.
وبين نجيب لصحيفة "فلسطين"، أن باب العمود يكتسب الأهمية كونه المدخل الرئيسي للـمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، مشيرًا إلى أن محاولة الاحتلال فرض الهيمنة الأمنية عليه له أهداف خبيثة.
وأشار إلى أن بلدية الاحتلال تستخدم منطقة باب العامود في الأعياد اليهودية لعرض الأفلام التوراتية التلمودية من خلال استخدام السور المحيط بمنطقة باب العامود كشاشة عرض كبيرة.
الحاج المقدسي وديع الحلواني، أوضح أن ما يجري من تحصينات أمنية في باب العمود ستصدم كل زائر في شهر رمضان، وهي لتقيد حركة المرور عبر المنطقة خلال شهر رمضان.
وقال إن الاحتلال يريد تجفيف منابع هذه المنطقة المهمة والحيوية جغرافيا وتاريخيا ودينيا واقتصاديا، مشيرًا إلى السيطرة على منطقة باب العامود هي سيطرة على البلدة القديمة التي هي حاضنة المقدسات وهي قلب القدس التي تحمي المسجد الأقصى من جميع الجهات.
وذكر أنه يعيش فيها أكثر من ثلاثين ألف مقدسي في ظروف قاهرة، ويصبرون على اجراءات الاحتلال القمعية وضرائب البلدية، ليس حفاظا على أنفسهم بل حفاظا على المسجد الأقصى ".
التاجر المقدسي أحمد دنديس، قال: "إن إجراءات الاحتلال في "باب العامود" أصابت الحركة التجارية في أسواق ومتاجر البلدة بحالة من الشلل التام، وبات المواطنون يخشون من استخدام هذا الباب خلال دخولهم للتسوق من البلدة القديمة.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تحاول تهويد كل أبواب القدس القديمة، بعدما نجحت فعليا في ذلك مع بعض هذه البوابات، مؤكدًا أن باب العامود له رمزية خاصة لدى أبناء المدينة، وكان هو الأكثر نشاطا وحيوية.
من جهته، أكد المختص بعمارة وشؤون القدس جمال عمرو د. جمال عمرو، أن الاحتلال يريد قبل شهر رمضان القضاء على منطقة باب العامود كمنطقة اسلامية عربية مهمة للمسجد الأقصى ولأهالي البلدة القديمة.
وأوضح عمرو لصحيفة "فلسطين"، أن محاصرة باب العامود وما خلفه من سوق يعني محاصرة المسجد الاقصى، ومئات المحلات التجارية الممتدة نحو البلدة القديمة والمطلة على سوق العطارين والقطانين واللحامين ومنازل تلاصق المسجد الأقصى وأوقاف إسلامية كثيرة.
ولفت إلى أن الاحتلال يعرف قيمة كل زاوية في القدس ولديه مخططات مرعبة وهي ليست وليدة اللحظة كما يظن البعض، مشددًا على أننا أمام هجمة متعددة الأطراف للقضاء على الوجود الاسلامي والعربي.