فلسطين أون لاين

​بالحب والمشاركة الاجتماعية.. يتغلب الطفل المريض على الآلام

...
غزة - نسمة حمتو

قد يصاب الطفل منذ صغره بأمراض مزمنة تؤثر على حياته بشكل كامل فلا يستطيع الحركة أو يفقد القدرة على المشاركة في النشاطات التي كان يحبها سابقاً، وربما يصل الأمر إلى انقطاعه عن المدرسة، ومما يحدث أيضًا أن يؤدي المرض إلى بقاء هذا الطفل حبيس المنزل، ويدفعه لتفضيل الوحدة على المشاركة الاجتماعية، وذلك بسبب الآلام العضوية التي يشعر بها، وما يتبعها من آلام نفسية، فكيف تتعامل الأم مع ابنها في هذه الحالة؟

علاقة الأم

قال أخصائي علم النفس الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر، "للأم علاقة قوية ومباشرة بأبنائها، بحيث يكون الطفل متعلقًا بها بدرجة كبيرة ولا يستطيع الاستغناء عنها بسبب طبيعة العلاقة العضوية بينهما".

وأضاف: "بناء على هذه العلاقة، فعلى الأم التي يمرض ابنها أن تكون قادرة على كسب ثقة الطفل ووده، وأن تغمره بالحب والعطف والحنان، وتتودد إليه كي تزيد من ثقته بنفسه".

وتابع: "ويمكن تقوية هذا الطفل اجتماعيا، من خلال إشراكه في نشاطات مختلفة، في الأوقات التي يكون فيها قادرًا على التواصل اجتماعيا".

وأكد أن الأم تلعب دور مشاعر الحب والعطف والحنان التي تمثل الدعم والسند، قائلاً:" من الجيد أن يكون هناك نظام يسود الأسرة في المأكل والمشرب والنوم ويخضع له أفراد الأسرة ويعود عليهم بالنفع، وهذا النظام لا بد وأن يكون بناءً على متطلبات الأبناء داخل الأسرة مع مراعاة احتياجاتهم".

وأضاف: "على الأم أن تدرس الاحتياجات التي يفضلها طفلها وتعمل على اشباعها، الرضا النفسي بالنسبة للطفل مهم جداً ولو أشبعناه سيشعر بالسعادة".

وأكد على أهمية أن يكون لدى الأم الدراية الكافية والوعي اللازم بالجوانب الوقائية والعلاجية فيما يتعلق بمرض ابنها، حتى تستطيع أن تتعامل معه بطريقة صحيحة.

نصح الشاعر الأهل بإقناع ابنهم المريض بأن "الإنسان بطبيعته ليس كاملًا"، مع إشعاره بأنه متشابه مع الآخرين في الصحة ولكن درجة التحمل تختلف من طفل لآخر، إلى جانب إشعاره بالرضا من خلال مرافقته في الزيارات والمناسبات.

وشدد الشاعر على أهمية تشجيع الطفل واستثمار ما لديه من إمكانات وطاقات وتعزيز كل سلوك إيجابي لديه، مع تقديم المكافآت والمعززات المتنوعة له.

وأوضح: "بإمكان الأم التعرف على حاجات الطفل، أن تكون صديقته وتحاول إغداقه بالحب والحنان، فهذا وحده كفيل بمنحه الثقة بنفسه"، مبينا أن "العبارات الإيجابية دائماً تؤسس شخصية سليمة حالمة وهذا دور الأم الذي لا يستطيع غيرها القيام به".