كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن وزارة التعليم في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ولأول مرة منذ عام 1967، تحاول فرض جدول الإجازات الإسرائيلية على المدارس في شرقي القدس المحتلة، الأمر الذي أثار احتجاج أولياء الأمور، وإدارات المدارس، خاصة بسبب الضرر الذي سيسببه الأمر لجدول امتحانات التوجيهي الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة العبرية في عددها، الثلاثاء 27-12-2016، إلى أن حكومة الاحتلال حاولت تطبيق المنهاج التعليمي الإسرائيلي على المدارس الفلسطينية شرق القدس بعد احتلال 1967، ولكن أولياء الأمور ومدراء المدارس رفضوا ذلك، وأضربت المدارس لفترة طويلة، ما جعل الكثير من طلاب المدارس العامة يلتحقون بالمدارس الخاصة، وفي نهاية الأمر استسلمت حكومة الاحتلال لمطالب الفلسطينيين، ووافقت على مواصلة تدريس المنهاج الأردني، والذي استبدل لاحقا بالمنهاج الفلسطيني.
وأوضحت "أنه خلال السنوات الأخيرة يلاحظ انتقال عدد متزايد من الطلاب لدراسة المنهاج الإسرائيلي، وتم في بعض المدارس فتح صفوف تدرس المنهاج الاسرائيلي، وتعد الطلاب لامتحانات "البجروت" الإسرائيلية بدلا من التوجيهي الفلسطيني، ولكن هؤلاء يشكلون أقلية، فحوالي 95% من الثانويين الفلسطينيين في القدس يواصلون الدراسة لامتحانات التوجيهي الفلسطينية، وتلتزم هذه المدارس بجدول الإجازات المتبع في مدارس السلطة الفلسطينية".
وقال أولياء الأمور ومدراء المدارس: إن "عطلة الربيع التي يشملها برنامج الإجازات الإسرائيلي، وغير القائمة في الجدول الفلسطيني، تعتبر أياما مصيرية بالنسبة للطلاب الذين يدرسون للتوجيهي".
ونوهوا إلى أن استمرار التعليم خلال أيام الامتحانات يمس بامتحانات التوجيهي، لأنها تجري عادة حين تكون المدارس خالية من الطلاب، ما يسمح بتوزيع الطلاب على الصفوف، خلال الامتحان، بحيث لا يزيد عدد الطلاب في كل غرفة عن 15 طالبا، ناهيك عن أن المعلمين كلهم يتفرغون لمراقبة الامتحانات.
ويتعلق القرار الإسرائيلي بالمدارس الرسمية التي تشكل نحو 40% من مدارس شرقي القدس، وحسب تقدير عادل غزاوي من اتحاد لجان أولياء الأمور "ستجري بعد ذلك محاولة لتطبيق الجدول الاسرائيلي على المدارس غير الرسمية أيضا، والتي تضم حوالي 40% من الطلاب".
من جهتها، أعربت وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله، الثلاثاء، عن استنكارها ورفضها المطلق لمحاولات الاحتلال الرامية إلى فرض جدول إجازات وزارة المعارف الإسرائيلية على مدارس القدس، خاصة أن هذه المحاولات ستؤثر على سير امتحان الثانوية العامة في هذه المدارس.
وبينت الوزارة في بيان أصدرته، "أن هذه المحاولات والسياسات الخبيثة تندرج في إطار الحرب المعلنة على التعليم في القدس، وتأتي منسجمة مع عملية الاستهداف التي تطال المناهج التعليمية الوطنية ومحاربة الهوية الفلسطينية".
وأهابت الوزارة بجميع المؤسسات الدولية والمدافعة عن الحق في التعليم والأهالي والشركاء والمناصرين إلى فضح هذه السياسات، ومساندة الوزارة ومدارسها في لجم هذه الانتهاكات التي تشكل خطرا حقيقيا على العملية التعليمية في القدس.
من ناحيته، أكد الخبير في القانون الدولي، د. حنا عيسي، أن الحق في التعليم من حقوق الإنسان وقد ورد في الإعلانات والمعاهدات والمواثيق الدولية التي كفلته لكل فرد في المجتمع.
وقال عيسى في بيان صحفي، الثلاثاء: إن جميع المواد المفصلة في المعاهدات والمواثيق الدولية تحظر على دولة الاحتلال تطبيق منهاج تهويدي يفرض الآراء والأفكار الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.
وشدد على ضرورة بذل جهود دبلوماسية والضغط من خلال وسائل الإعلام من أجل توفير الحماية للطلاب والمعلمين والمناهج والمدارس من اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين من خلال الاتصال والتواصل مع الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية ذات الصلة كـ "اليونسكو" و"الألسكو".
وفي السياق، حذر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني، من خطورة محاولات الاحتلال فرض واقع جديد على مدارس القدس يهدف إلى تهويدها بأسلوب جديد، من خلال فرض جدول الإجازات الرسمية الإسرائيلية على المدارس الفلسطينية.
وكشف السوداني في بيان صحفي، الثلاثاء ، أن للاحتلال نوايا مبطنة من تلك القرارات تهدف إلى تهويد المنهاج للطلبة المقدسيين وزرع ثقافة ومفاهيم جديدة في عقولهم من خلال التضييق على أغلبية الطلبة المتقدمين لامتحان الثانوية العامة "التوجيهي" والذين يشكلون 95% من الطلبة المتقدمين له، وتحويلهم لامتحان "البجروت" الإسرائيلي، والتي تحاول سلطاته منذ عقود استبداله في هذه المدارس.
وأكد السوداني أن الاحتلال الإسرائيلي حاول مراراً فرض المنهاج الإسرائيلي كبديل للمنهاج الفلسطيني منذ احتلال المدينة عام 1967 وباءت محاولاته بالفشل نتيجة رفض أولياء الأمور والأهالي وإضراب المدارس لفترات طويلة أدت إلى تراجع الاحتلال عن قراراته، ووافق على مواصلة تدريس المنهاج الأردني والذي استبدل لاحقاً بالمنهاج الفلسطيني.
وناشد السوداني كافة المؤسسات الثقافية والتعليمية في فلسطين والمؤسسات الدولية وأسرة المجتمع الدولي وعلى رأسها منظمة اليونسكو إلى إنصاف الطلبة الفلسطينيين في القدس ودعمهم في حقهم الطبيعي في التعليم وفقا للمنهاج الذي يختارونه، والوقوف في وجه العنصرية الاحتلالية.