فلسطين أون لاين

​تحليل: أدوات السلطة "ضعيفة" في مجابهة قرارات الإدارة الأمريكية

...
صورة أرشيفية تجمع الرئيس الأمريكي ترامب مع رئيس السلطة محمود عباس
غزة - نور الدين صالح

لا تزال السلطة الفلسطينية تعوّل على مشروع التسوية التي ترعاها الإدارة الأمريكية، رغم الفشل الذي حققه هذا المشروع على مدار أكثر من ربع قرن، وألقى بنتائج سلبية على القضية الفلسطينية عامة والشعب الفلسطيني خاصة.

وظهر ذلك جلياً من تصريحات مسؤولين في السلطة حول تأييد دول من الاتحاد الاوروبي وروسيا لمقترح رئيس السلطة محمود عباس لتشكيل إطار دولي لرعاية عملية التسوية.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد: إن ما تسمى "صفقة القرن" التي تنوي أمريكا الإعلان عنها، "كان من المفترض أن تبصر النور مطلع العام الجاري، لكنها تأجلت بسبب الرفض الفلسطيني لها".

في المقابل، من المقرر أن يعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن "صفقة القرن" الأسبوع المقبل، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول كبير في السلطة.

ويبرز السؤال المهم هنا، حول مدى جدية تحركات السلطة الفلسطينية وتنفيذها على أرض الواقع، مقابل هجوم الإدارة الامريكية عبر قراراتها المضادة للشعب الفلسطيني وقضيته؟.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن ردود الفعل من السلطة، لا ترتقي لحجم التحديات الكبيرة والهائلة المفروضة من الإدارة الامريكية وحكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو في (اسرائيل).

ويوضح أبو رمضان لصحيفة "فلسطين" أن هناك خطوات عملية تنفذها الإدارة الامريكية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس واللاجئين والاستيطان.

ويشير إلى أن حجم التحدي هائل جداً، والحديث عن "صفقة القرن" يهدف لإغلاق الملف الفلسطيني وإنهائه.

ويقول: "يجب أن تكون ردود الفعل منسجمة بنفس درجة التحدي الهائل المفروض من الإدارة الامريكية على الشعب الفلسطيني"، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتطلب الإسراع في اتمام المصالحة وانهاء الانقسام.

ويؤكد أبو رمضان، على ضرورة تنفيذ القرارات الايجابية التي صدرت عن المجلس المركزي، من بينها سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، ومغادرة مربع المفاوضات والتوجه نحو مربع عنوانه النضال الوطني الفلسطيني، يساهم في تحسين موازين القوى لصالح الفلسطينيين.

ووفق رأيه، فإن الأساس أن يكون هناك مطالبة بعقد مؤتمر دولي ينفذ قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية من خلال الأمم المتحدة ذاتها، "وليس تجمعات ستعيد للولايات المتحدة هيمنتها عليها".

أوراق ضعيفة

بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس د.عثمان عثمان: إن السلطة أوراقها قليلة وضعيفة جداً في مجابهة الإدارة الامريكية وقراراتها ضد القضية الفلسطينية.

ويرى عثمان لصحيفة "فلسطين"، أن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، لا تستطيع ترجيح كفة السلطة ضد الولايات المتحدة، نتيجة عدم استجابة (اسرائيل) لطلباتهم.

ويشير إلى أن روسيا والصين، غير مستعدتين للضغط على (اسرائيل) سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، في حين أن الولايات المتحدة معنية بتحالف دولي على الفلسطينيين.

ويضيف "لا اعتقد أن حل القضية على مرمى حجر .. وخطة ترامب إلى اللامجهول، لكن الصمود الفلسطيني أهم من الانجرار وراء هذا القبول الذي لن يؤدي إلى تلبية الحد الادنى من قرارات منظمة التحرير".

ويتابع "السلطة ادركت متأخراً أن الراعي الأمريكي منحاز ضد مصالح الشعب الفلسطيني، ومناصر للاحتلال، ووصلت الأمور لحد ابتزاز قيادتها من خلال القدس والاستيطان وغيرها".

ويرى عثمان، أنه لا يوجد لدى السلطة رفض مطلق للدور الامريكي، كونها مقتنعة أنه لا بديل عنها وهي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على (اسرائيل)، واصفاً إياها بأنها "حصدت ما زرعت طوال السنوات الماضية، خلال رهانها على المفاوضات".

ويشير إلى أنه لا خيار أمام السلطة إلا التحرك السياسي والدبلوماسي المتمثل بالمفاوضات، من أجل إثبات التزامها بالاتفاقيات الموقعة وأوسلو، في حين أن تحركات الولايات المتحدة منافية لذلك.