فلسطين أون لاين

بلدية غزة: أغلقنا 15 بئرًا مياهها غير صالحة للاستخدام الآدمي

​المياه في قطاع غزة.. واقع صعب ينتظر الحلول

...
غزة - أدهم الشريف

إن لم توجد الحلول المناسبة لواقع المياه في قطاع غزة البالغ مساحته 365 كيلو متر مربع، فإن أكثر من مليونَيْ نسمة سيفقدون مصادر مياه الشرب؛ وهذا ما يؤكده مسؤولون في البلديات ومصلحة مياه بلديات الساحل.

وقال مدير دائرة المياه في بلدية غزة ماهر سالم: "خلال السنوات العشر الأخيرة زادت ملوحة آبار المياه بشكل تدريجي، وفي بعض الآبار أصبحت المياه كأنها تأتي من البحر".

وبين سالم لـ"فلسطين"، أنه "في العام الماضي أغلقت بلدية غزة 15 بئرًا، بعد أن أصبحت مياهها غير صالحة للاستخدام الآدمي، وما يمكن أن تسببه من أمراض جسدية خطيرة في الكلى والعيون وحساسية الجلد".

وأبدى سالم مخاوفه من أن تصبح معظم آبار مدينة غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي خلال عامين أو أكثر، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه الجوفية.

وأشار إلى أن محطة لتحلية مياه البحر، يتم إنشاؤها قرب نادي الفروسية، شمالي قطاع غزة، وهي مخصصة لمدينة غزة.

وبين أن تكلفة هذه المحطة تبلغ 15 مليون دولار، مع الخزان التابع لها، والخط الناقل للمحطة، بتمويل من الصندوق الكويتي عبر البنك الإسلامي للتنمية.

وقال إن محطة التحلية التابعة لبلدية غزة، من المقرر إنشاؤها مع نهاية العام الجاري.

وبالنسبة للمحطة الفرعية في خان يونس ودير البلح، فهي أيضًا يجري إنشاؤها لتحسين واقع المياه في المحافظات الخمس للقطاع الساحلي، وهو ما يشكل 45 بالمائة من إجمالي سكان القطاع.

ومن المقرر أن تنتج المحطة 10 آلاف متر مكعب في اليوم الواحد لمدينة غزة التي يبلغ تعداد سكانها وحدها، 750 ألف نسمة، بحسب سالم.

وأكد أن حاجة غزة، كبرى محافظات القطاع، تصل إلى 100 ألف متر مكعب من المياه يوميًا.

ومن المقرر أن يساهم برنامج المحطة المركزية لتحلية مياه البحر في غزة والمقرر إنشاؤها في منطقة القرارة، شمال غرب مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، والأعمال المرافقة لها، في سد العجز إلى جانب محطات التحلية الفرعية.

من جهته، قال رئيس بلدية دير البلح سعيد نصار، إن لدى البلدية 17 بئرًا تضخ المياه إلى منازل المواطنين في المدينة، بإنتاج شهري يزيد على 500 ألف كوب.

وأكد نصار لـ"فلسطين"، أن أزمة الكهرباء المستمرة منذ ما يزيد على عقد من الزمان، لا تساعد البلدية في ضخ الكميات المطلوبة، ولذلك اعتمدت البلدية على السولار لتعويض ساعات فصل الكهرباء من شركة التوزيع.

وأضاف: كان لدينا كميات من السولار، لكن حاليًا نعاني من نقص حاد، وهذا سيؤدي بنا إلى مشكلة في تشغيل مولدات آبار المياه وضخ المياه لمنازل المواطنين.

وتابع: لتشغيل آبار بلدية دير البلح، نحتاج إلى 1500 لتر سولار لمدة 4 ساعات فقط.

وأشار إلى أن مضخة الصرف الصحي المركزية التي تخدم مدينة دير البلح، وجزء من الزوايدة، تحتاج في كل ساعة حوالي 40 لتر سولار، في حال انقطاع كهرباء الشركة.

وأشار إلى أن كميات السولار المتوافرة لدى بلدية دير البلح، تكفي حتى منتصف مارس/ آذار الجاري، مضيفًا: إذا لم يتوافر السولار سنضطر إلى تقليص الخدمات المقدمة للمواطنين.

ولفت الأنظار إلى أن ما تجمعه البلدية من فواتير لا يكفي لشراء السولار لتشغيل مضخات المياه، أو الصرف الصحي.

على صعيد محطة التحلية، قال إن هناك محطة خاصة بمدينة دير البلح، ويجري تطويرها من قِبل سلطة المياه ومصلحة مياه بلديات الساحل، لتكون قادرة على إنتاج 6 آلاف كوب مياه محلاة يوميًا.

وأشار إلى أن "المحطة أنشئت لكنها لم تعمل حتى اللحظة، بفعل أزمة الكهرباء"، في حين أن المحطة المركزية ستخدم قطاع غزة بالكامل.

من جهته، قال نائب رئيس سلطة المياه في غزة مازن البنا، إن مشروع إنشاء محطة مركزية لتحلية مياه البحر، كان من ضمن خطة سلطة المياه الفلسطينية منذ ما يزيد على 18 عامًا مضت.

وأوضح البنا، لـ"فسطين" أن لدى سلطة المياه خطة لإدارة المياه في قطاع غزة، ومن ضمن ذلك إنشاء محطات تحلية.

وأشار إلى أنه جرى البدء بإنشاء محطات فرعية في خان يونس بتكلفة بلغت 15 مليون دولار، وبإمكانها إنتاج 6 آلاف متر مكعب يوميًا، فيما يجري تطوير محطة أخرى أنشئت في عام 1998، لتنتج 5 آلاف متر مكعب يوميًا بدلاً من 600 متر مكعب.

كذلك يجري إنشاء محطة تحلية في شمال قطاع غزة، وهي تتبع بلدية غزة، بتمويل كويتي عبر بنك التنمية الإسلامي، وبإمكان هذه المحطة إنتاج 10 آلاف متر مكعب يوميًا.

أما المحطة المركزية ستنتج قرابة 60 مليون متر مكعب سنويًا، في المرحلة الثانية من المقرر أن تنتج 120 مليون متر مكعب يوميًا.

وتبلغ تكلفة المحطة حوالي 650 مليون دولار أمريكي.

وسيرافق إنشاء محطة تحلية مياه البحر، محطة لتوليد الكهرباء خاصة بها، وكذلك الخط الناقل من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، والخطوط الفرعية الخاصة بتوزيع المياه لمحافظات غزة، وكذلك خزانات مياه.

وكان رئيس سلطة المياه وقع رسميًا على الدعوة التي ستوجه للدول المانحة للمشاركة في مؤتمر المانحين الدولي المنوي عقده في 20 مارس/ آذار الجاري، والذي يهدف لاستكمال التمويل اللازم للبدء بمشروع محطة التحلية المركزية بتكلفة 650 مليون دولار.

وأشار البنا إلى أن فرنسا تبرعت بـ10 ملايين يورو، مبينًا أن أطرافًا دولية تعهدت سابقًا بدفع أكثر من 250 مليون دولار، وسيعمل المؤتمر على جمع ما تبقى من أموال للبدء في المشروع.

وبين أن الخزان الجوفي في غزة لم يعد يلبي حاجة القطاع التي تقدر بأكثر من 200 مليون مكعب. وقد أدى استنزاف الخزان الجوفي إلى تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، خاصة في مدينة غزة.