لا يوجد صدف سياسية بل هو رسم سياسي مقصود من قبل دولة تشكل أكبر المساهمين في قيام واستمرارية هذا الاحتلال، هل أن هذا العدوان السافر قد كشف لنا بأن أمريكا قد أصبحت جزءاً من المشكلة كما وصف ذلك الدكتور صائب عريقات؟.. الآان ثبت لنا بالوجه القطعي بأانهم جزء من المشكلة؟.. ماذا عن الدعم المادي والتسليح العسكري والتغطية السياسية الدائمة وعدد مرات الفيتو التي أنجت ربيبتها من اتخاذ قرارات حازمة ضدها من مجلس الأامن؟ الآان ثبت أن أمريكا جزء من المشكلة ،؟ حسنًا..
من أبجديات العمل السياسي معرفة العدو من الصديق.. أبدًا ولا في أي حال من الأاحوال كانت أمريكا صديقة لنا بل كانت منحازة بكل وضوح ووقاحة لدولة الاحتلال.. وأن ما يجري اليوم ما هو إلا استمرار على ذات السياسة وعلى نفس الخط. إاذا تأمل البعض أن يقطف ثمارًا لطيب نواياه مهما كانت متواضعة من باب اختلال موازين القوى وسياسة فن الممكن والرضاى بمعطيات الأامر الواقع وعلى قاعدة إانقاذ ما يمكن إانقاذه.
آن الأاوان أن يتخلى أصحاب هذه المفاهيم الساذجة عن هذا النمط من التفكير العاطفي وتفعيل تطبيقاته في العمل والتحليل السياسي، من المنطقي جدًا أن نبدأ بمعرفة الصديق من العدو أولا ثم معرفة المنطق الذي يسيّر هذه الدول.. هل هو عاطفتها الانإنسانية المرهفة اتجاه الشعوب المقهورة والمظلومة!؟! هل هي قيم الديمقراطية وحقوق الإانسان وتحقيق العدالة السياسية كما ادعت ذلك عشية غزو العراق مثلا؟ أم أن هناك مصالحها التي تراها من منظومة تحكم صناع القرار فيها؟ وهنا نعود إالى السؤال الجوهري: كيف يصنع القرار في أمريكا؟ ما هي آألياته؟ ومن يتحكم بهذه الآاليات؟
إننا نرى هذه الأايام الجديد في الإادارة الأامريكية وهو انكشاف سياستها من كل مغلفات التزييف.. لم تعد بضاعتهم السياسية مغلفة بل هكذا تقدم إالينا مكشوفة واضحة لا لبس فيها.. الآان تتماهى الإادارة الأامريكية مع الحكومة الإاسرائيلية المتمثلة بيمين متطرف على رأسه هذا المدعو نتنياهو.. نتنياهو يصل إالى كل ما يريد من الإادارة الأامريكية، هو يمعن في الطلب وهم يمعنون في الاستجابة لكل ما يطلب،. والأادهى والأامر ليس فقط في مضمون ما يطلبون وإنما أيضا في طريقة التنفيذ التي لا تحسب حسابا لأي شيء أو أية دولة من دول المنطقة.. إن اختيار ذكرى النكبة ليكون يوما مناسبا لنقل السفارة فيه ما فيه من الغطرسة والقهر والظلم للفلسطينيين وكل من عرف عدالة القضية الفلسطينية من أحرار العالم.
صانع القرار الأامريكي ينظر بعيون نتنياهو فقط.. لا يعطي أي اعتبار لمعاهد دراسات أو استشارات ممن درسوا المنطقة وتاريخها، فقط لا تهمه إلا لغة المصالح المرتبطة كليا مع دولة الاحتلال.. وفي نفس الوقت لا يعطي أي اعتبار لدول المنطقة الحليفة لأانه ضامن لها ويعرف تماما أنها لا تخرج عن إارادته السياسية ولا تفكر مجرد تفكير في هذا الأامر.. لم تترك لنفسها هامشا ولو للمناورة فخرجت من الملعب السياسي وتركته لمن يجيدون اللعب واكتفت بدور المتفرج وجديدا أاصبحت تفتح ملاعبها لهذا اللعب الصهيو أمريكي القذر.
حتما هذا اللعب المكشوف والوقح سيحرك شعوب المنطقة ويفتح عيونها جيدًا على ما يحاك لقضيتها المركزية وقلبها النابض (القدس).. إن خطوة كهذه وبهذه الصورة الفجة التي يعتدى فيها على القدس وبوقت يذكر بقضية اللاجئين.. ضربتان في الرأس كفيلة بفتح العيون الغافية واستنهاض الهمم وإاخراج نار الشعوب من تحت رمادها.. لن نتوقف عن الرهان على القوى الحية والإارادات الحرة الصادقة في شعوبنا خاصة وهي تواجه استفزازا بهذا الحجم الكبير.