فلسطين أون لاين

​ذكرى مجزرة الخليل تفعّل حملات فضح جرائم الإغلاق

...
آثار الدماء داخل المسجد الإبراهيمي عقب المجزرة
الخليل - خاص "فلسطين"

مع عودة الذكرى السنوية لمجزرة المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة، تبرز الفعاليات والأنشطة المسلّطة أضواءها على الإجراءات العسكرية "الإسرائيلية" التي تلت المجزرة، وما تعيشه مدينة الخليل من إغلاقات تمسّ مستقبل الحياة الفلسطينية، لصالح الأنشطة المتعاظمة للاستيطان والمستوطنين على حساب الوجود الفلسطيني.

وتنشط حملات مناهضة للاحتلال ولإجراءاته على الصّعيد المحلي في مدينة الخليل، وفي غيرها من العواصم العالمية، للإشارة إلى واقع ما حلّ بسكان مدينة الخليل من انتهاكات سواء المتعلّقة بأحداث المجزرة، وما تلاها من أنشطة وإجراءات استيطانية استحوذت على المزيد من الأحياء والأسواق الفلسطينية، وحوّلتها سلطات الاحتلال للمستوطنين.

يقول النّاشط في الحملة الوطنية لرفع الإغلاق عن مدينة الخليل هشام الشرباتي لصحيفة "فلسطين" إنّ الحملات المطالبة برفع الإغلاق عن قلب المدينة وفتح شارع الشهداء انطلقت منذ العام (2010)، وتشاركت فيها العديد من الهيئات والحملات المناهضة للاستيطان في قلب المدينة، بمسميات وأنشطة مختلفة.

وحول إسهامات هذه الأنشطة على الصّعيد المحلي والعالمي، يشير الشرباتي إلى اعتبار هذه الأنشطة نوع من أنشطة تفعيل العمل الشعبي في مدينة الخليل وتطويره، إضافة إلى إسهام هذه الأنشطة في وضع مدينة الخليل على خارطة الاهتمام الدولي بين المتضامنين المحليين وحول العالم، وعلى صعيد الوعي الشعبي الفلسطيني.

ويتابع: "هذه الأنشطة وضعت قضية الخليل على طاولة الوفد الفلسطيني الرسمي، من خلال تكثيف الاهتمام بقضية الخليل، وزيادة الالتفاف الدولي حول القضية، من خلال المعرفة الأكبر بواقع المدينة على وجه التحديد، وواقع فلسطين عامّة، باعتبار الخليل نموذجا مصغّرا من ناحية مظاهر الاحتلال والجدار والاستيطان ومنع للحركة وغيرها من الانتهاكات الاحتلالية".

ويعرّج الشرباتي على الحاجة الماسة لتنسيق أفضل بين المستوى الرسمي والشعبي وفصائل العمل الوطني واستغلال علاقات الفصائل الدولية من أجل تفعيل ودعم المقاومة الشعبية وتحقيق إنجازات أفضل.

ويشدد على ضرورة التعاطي الأفضل من الجانب الرسمي الفلسطيني مع لجان العمل الشعبي، معتقدا بأنّ الأمر لا يتعلق بالخليل وحدها، وإنّما يمتدّ لدعم السلطة الفلسطينية وتعاونها مع حملة المقاطعة وسحب الاستثمار (BDS) لتعزيز التعاون والتنسيق وجني الثمار على الصّعيد المحلي الفلسطيني.

من جانبه، يوضح منسق تجمع شباب ضدّ الاستيطان عيسى عمرو أنّ الحملات المستمرة ولدت رأي عام محلي ودولي يسلّط الأضواء على الاغلاق وسياسة (الابرتهايد) التي ينفذها الاحتلال بحقّ الفلسطينيين.

ويشير إلى أنّ المجتمع الدولي بات يشارك في كلّ عام بفعاليات مناهضة للاحتلال وللسياسات الاستيطانية على الأرض في يوم الـ(25) من شباط كلّ عام، ليكون بمثابة اليوم العالمي للتضامن مع مدينة الخليل.

ويكشف عمرو عن انعدام أيّ تعاون ما بين النّشطاء من جهة، والجانب الرّسمي الفلسطيني من جانب آخر، كاشفا عن المطالبات المتكررة من وزارة الخارجية الفلسطينية بأن يكون هناك يوما أمميا للخليل على الصعيد المحلي والرسمي والعالمي، وأن يجتمع مجلس الوزراء في الخليل بهذا اليوم وأن يكون هناك أجندات عمل ما بين كافة المؤسسات والهيئات في المحافظة.

ويكشف عن إقرار النّشطاء لفعاليات تضامن كلّ عام، من بينها مسيرات حاشدة صوب الحواجز العسكرية التي تعيق حركة المواطنين في قلب مدينة الخليل، ناهيك عن فعاليات أخرى لأطفال المدينة لتعريفهم بتاريخ المجزرة وملامح الاستهداف الاستيطاني لقلب مدينة الخليل عبر عرض للأفلام وزيارات لعائلات شهداء المجزرة، وتوزيع لصورهم في المحافظة، وتنظيم فعاليات إسنادية وداعمة للسّكان وللتجار القاطنين في الأحياء المغلقة ومحيطها.

وعلى الصعيد العالمي، يشير عمرو إلى المحاضرات التي ينظمها النّشطاء في العديد من العواصم الدولية، والأفلام التي تحاول حشد الرأي العام العالمي إلى جانب القضية الفلسطينية، وحواجز عسكرية في عدد من المدن الدولية تحاكي الحواجز الموجودة في شارع الشهداء ووسط المدينة المغلق، وحملات المقاطعة والمطالبة بمحاسبة (إسرائيل) ومقاطعتها على كافة الأصعدة الدولية.