فلسطين أون لاين

المقاومة خيار الشعب الفلسطيني

لقد حصلت المقاومة على هيبتها من القيم والحقوق التي تدافع عنها وتسعى إلى تحقيقها بفكرها وسلوكها، مستمدة هيبتها من عدالة قضيتها وإيمان الشعب وتقديره لها، فكان اصطفافه في خندقها لمواجهة الكيان الصهيوني سمة أساسية في نجاحها واستمرارها في الجهاد، فمع صعوبة الحال وقلة الإمكانات تمكنت المقاومة في فلسطين من الصمود أمام قوة الجيش الصهيوني.


تميزت المقاومة بالإخلاص لشعبها، وحملت على عاتقها حماية مصير شعبها واستعادة حقوقه من الكيان الصهيوني، وقدمت في سبيل ذلك الدماء والشهداء ومازالت تقدم الكثير من أجل قضيتها، إستراتيجية المقاومة أثبتت وعيها في مواجهة العدو الصهيوني وإجرامه، محققة بذلك انتصارات عميقة لا يمكن تجاهلها.


المقاومة في فلسطين تحمي شعبها وتعمل على تحريره من الاحتلال الذي لا يتسم بأي أخلاق ولا مبادئ، ما ساهم في تشكيل وعي لدى جماهير شعبنا بحتمية النصر، وذلك يؤكد وعي المقاومة وإدراك الجماهير أهمية دور المقاومة في التصدي للمشاريع الصهيونية التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية.


لقد نجحت المقاومة بمختلف ألوانها في التوحد خلف مبدأ الدفاع عن حقوق شعبنا، مؤكدة أن القوة المسلحة هي القوة الأساسية التي يمكن بها استعادة حقوق شعبنا، بعد أن أيقن أبناء شعبنا أن القوانين الدولية لن تعيد شيئًا من حقوقنا في ظل خدمة القانون الدولي الدول الاستعمارية وتنكره لحقوق شعبنا.


الشارع الفلسطيني وقف خلف المقاومة في مختلف مراحلها ولا يزال، في رسالة واضحة أن الشعب مع خيار المقاومة، ويطالب قوى المقاومة بضرب العدو الصهيوني بكل قوة لاستعادة حقوقنا. المقاومة اليوم على عاتقها مسؤوليات عظيمة لمواجهة المؤامرات التي تحاك عليها وعلى قضيتنا الوطنية، وعلى رأس ذلك الخطة الصهيوأمريكية المسماة صفقة القرن، لقد رفض شعبنا تضييع حقوقه بالحلول الانهزامية المسماة عملية السلام مع العدو الصهيوني، وهو الآن باحتضانه للمقاومة يؤكد رفض طريق الاستسلام للإملاءات الصهيونية، ورفضه المؤامرات التفاوضية معه.


الذين يعتقدون أن السياسة هي مفاوضات بمفاوضات دون قوة عسكرية رادعة، وأنهم سينجحون باستعادة حقوق شعبنا هم مخطئون تمامًا في فهم الصراع مع العدو الصهيوني، الذي لا يفهم إلا لغة القوة، فالسياسة معه دون قوة ما هي إلا كلمات فارغة لا قيمة لها. وإنه لمن الأخطاء العظيمة الذهاب إلى الجلسات السياسية بعيدًا عن المقاومة المسلحة، العمل السياسي نفسه ليس خطأ، ولكن إذا لجأنا إلى السياسة وحدها، وأغفلنا الخيار العسكري؛ فإن ذلك سيكون مصيره الفشل، العملية السياسية تكون لأجل استعادة كامل التراب الوطني الفلسطيني، لا انتقاص ولو ذرة تراب من أرضنا، سنخيرهم في طرق رحيلهم عن أرضنا: هل تريدون الموت بداخلها أم تغادرونها برًّا أو بحرًا أو جوًّا؟، هذه هي المقاومة، وهذا هو طريقها.


المقاومة اليوم تطورت كمًّا وكيفًا، ورسخت ثقافتها في نفوس أبناء شعبنا، وستوظف ذلك توظيفًا فعالًا في الصراع مع العدو الصهيوني، وسترون ذلك واقعًا في الجولات القادمة، لقد سقط الخوف من الاحتلال الصهيوني من قاموسنا الفلسطينيين، وهنالك إستراتيجية واضحة لدى المقاومة، وهي استخدام القوة المسلحة من أجل استعادة أرضنا وحقوقنا، متسلحة بالإيمان والسلاح تمضي نحو التحرير، سلاح المقاومة جزء من الحل مع العدو الصهيوني، وليس جزءًا من المشكلة، كما يعده بعض أنصار التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.