الحمد لله أن غزة التي تمر في ظروف استثنائية لم تمر مدينة أو دولة في العالم، تعيش حياة, صحيح أنها لا تسر الصديق، ولكنها تغيظ الأعداء، فهي تلعب كرة القدم وتنظم لها بطولات في ظل ظروف لا يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات تنظيم بطولة ساحات شعبية.
وبعيداً عن طبيعة الظروف التي تعيشها غزة من حصار وتجويع ومحاولات تركيع واستسلام، إلا أنها دائماً تلبس ثوب العِزة والكرامة وتقول للقاصي والداني بأنها ومن يعيش عليها من أطفال ونساء ورجال قادرون على التحدي والصمود.
اليوم ومع اقتراب بطولة الدوري من نهاياتها، فإننا بأمس الحاجة للعمل على قلب رجل واحد من أجل نجاح البطولات (الممتازة والأولى والثانية) ومن بعدها الثالثة وبطولة الكأس والشواطئ، فهي عنوان حضاري لشعب مكلوم يُحاول أن يعيش حياة تليق به، وبالتالي مطلوب من الجميع أن يمنح هذا الشعب ما يليق به من مكانة.
فالبطولة بطولتنا جميعاً، والفائز بلقبها يمثل الجميع، صحيح أن اللقب غالٍ ومهم لكل فريق، إلا أن هناك ما هو أغلى من اللقب، وهو الحفاظ على البطولة، فبدون بطولة مستقرة قوية ومحمية، فلا قيمة ولا مكانة للقبها.
صحيح أن حِدة التعصب أخذت في التراجع بملاعبنا، إلا أن هناك حالات تثير القلق وتدعو إلى الريبة، فالمنافسة على اللقب أو الهروب من شبح الهبوط لا يُعطيان الحق للمنافس أو "الهارب" الحق في أن يتحكم بمقوَد البطولة والمسيرة الرياضية، فلا أهمية لاسم حامل اللقب، ولا أهمية لاسم الفريق الهابط، فهذا امتحان يحصل فيه المبدع على درجات النجاح، ويحصل فيه المتأخر والمتقاعس على العقاب.
فليس من حق جماهير الفريق المنافس أن تخرج عن النص من أجل الحصول على اللقب، وليس من حق جماهير الفريق الذي يخوض صراعاً على الهروب من الهبوط , قلب الطاولة على الجميع من أجل الهروب من النتيجة الحتمية لما قدمه خلال البطولة وما سبقها من بطولات.
مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على إنجازاتنا التي حققناها بدمائنا وعرقنا، فالكل مطالب بالحفاظ على البطولات واستقرارها، بداية من رؤساء الأندية والجماهير ورجال الأمن والشرطة، إلى جانب الإعلاميين، لأن الاستقرار هو الهدف الأغلى الذي لا يمكن السماح لأحد بأن يقوضه أو يزعزعه، لأنه بذلك يزعزع استقرار شعب كامل مرابط يُحاول الصمود في وجه الاحتلال والمحاصرين، فلا يجوز السكوت عن مثيري الشغب، وعلى الجميع أن يوقفهم عند حدهم من خلال فرض العقوبات عليهم حتى يرتجعوا.