أظهر تشريح جثة الشهيد المعتقل ياسين عمر السراديح (36 عاماً) أنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه إثر تعرضه لإطلاق نار، بحسب القناة العبرية العاشرة، وذلك خلافًا لمزاعم جيش الاحتلال الذي قال: إن السراديح استشهد جراء استنشاقه للغاز المسيل للدموع، وتجاهل الأعيرة النارية التي أطلقها باتجاهه خلال عملية اعتقاله فجر أمس.
وادعى الاحتلال، أن التحقيق الأولى كشف أن الشهيد هاجم قوات الاحتلال بأنبوب حديدي، ليتم اعتقاله لاحقًا. في المنطقة التي أطلق فيها جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة، إثر اندلاع المواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
وزعم الاحتلال إن حوالي 50 فلسطينيا ألقوا الحجارة وأحرقوا إطارات السيارات وألقوا الزجاجات الحارقة على قواته، وأن الشهيد السراديح ركض نحو جنود الاحتلال وهو يحمل عصًا حديدية.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاهه لكنهم لم يصيبوه، وادعى التقرير أن الشهيد حاول الاستيلاء على أحد أسلحة الجنود ليتم اعتقاله بالقوة وتقييد يديه، وسط حالة من العربدة التي أظهرها جنود الاحتلال والضرب والتنكيل، بالمعتقل المصاب.
واستطرد الاحتلال في مزاعمه وقال إنه عثر على سكين خبأه الشهيد داخل ملابسه، وجاء في التحقيق أنه "يبدو أنه تعرض لغاز ربما تسبب في وفاته، وتدهورت حالته الصحية وتم إخلاؤه ومعالجته من قبل قوات الجيش التي أعلنت أخيرا وفاته".
في حين أكد تشريح جثمان الشهيد، والذي شارك به طبيبًا فلسطينيًا، ان السراديح استشهد متأثرًا بعيار ناري أطلقه عليه جنود الاحتلال وأصابه خلال عملية اعتقاله.
وأظهر شريط مصور يوثق عملية الاعتقال تعرض الشهيد بعد اعتقاله مباشرة لضرب شديد ومبرح على يد جنود الاحتلال وفى المناطق العلوية من الجسد، الأمر الذي أدى إلى إصابته بحالة إغماء نقل على إثرها إلى المستشفى وأعلن عن استشهاده.
وحملت حكومة الحمد الله، (إسرائيل)، المسؤولية عن استشهاد فلسطيني، بعد اعتقاله بساعات.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحفي نشر اليوم، إن "الجيش الإسرائيلي ارتكب جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه ضد أبناء شعبنا".
وأضاف المحمود "ما كانت تجرؤ السلطات الإسرائيلية وتصر على الاستمرار في ارتكاب الجرائم لولا الصمت المطبق وغياب محاسبتها من المجتمع الدولي".
واتهم عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، جيش الاحتلال بقتل المعتقل السراديح بشكل متعمد.
وقال "قراقع" لوكالة الأناضول للأنباء، إن جيش الاحتلال "اعتقل السراديح فجراً، وانهال عليه بالضرب المبرح، حيث تعرض لتعذيب وحشي وقاتل".
وهناك 213 أسيراً في سجون الاحتلال استشهدوا منذ العام 1967.