نشرت الهيئة العامة للاستعلامات بيانًا بخصوص ما يحدث في سيناء وفكرة توطين الفلسطينيين فيها، وقد ذكرت فيه أن "الموقف المعروف لحركة حماس هو رفض هذا التوطين الفلسطيني المزعوم، وهو نفسه رأي السلطة الفلسطينية"، وأن "فكرة التوطين لم يطرحها قط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
لما كانت الهيئة العامة رسميًّا أكدت أن حماس ترفض فكرة التوطين؛ فلماذا يصر بعض الإعلاميين في مصر، وبعض الدول العربية الخليجية التمسك باتهام حركة حماس بالسعي إلى توسيع حدود غزة باتجاه مصر على حساب المصريين، والفلسطينيين، والقضية الفلسطينية لمصلحة العدو الاسرائيلي؟!
الشعب الفلسطيني بكل مكوناته لن يقبل عن فلسطين بديلًا في سيناء أو الأردن أو أي منطقة أخرى قد تخطر على بال المتآمرين على شعبنا وقضيتنا، وإن كان هناك فلسطيني تستهويه فكرة التوطين أو أنه مقتنع بها حلًّا فهو خارج عن الصف الوطني، ولا فرق بينه وبين أي شخص سقط في وحل العمالة لمصلحة المحتل الإسرائيلي.
علاقتنا بمصر وشعبها كما هي علاقتنا بكل الدول والشعوب العربية، علاقة محبة وأخوة ودين ومصير مشترك، وحدودنا مع مصر تقتضي منا المزيد من الحرص على حسن الجوار واستمرار الحوار، وحماية أمنها ومصالحها من جانبنا، وهذا ما لا يريده المتربصون بنا وبقضيتنا، ويسعون إلى الوقيعة دومًا بين الفلسطينيين والأشقاء العرب _وخاصة مصر وبعض دول الخليج_ بتشويه صورة الفلسطيني، والتقليل من شأن قضيته، واتهام الفصائل المقاومة في نواياها وأهدافها، ولكن في النهاية تتكشف الحقائق كما حصل في مسألة التوطين، وموقف حماس الثابت منه.
لابد في النهاية من الإشارة إلى أمر هام، وهو أن غالبية من يتهجمون من السياسيين والإعلاميين العرب على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يروجون للتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، ويدعون إلى حوار الأديان، ويرون أن من حق الاحتلال أن يكون له كيان آمن مطمئن في الوطن العربي، أما الأقلية التي تهاجم المقاومة ولا تدعو إلى التطبيع مع المحتل فهم يخدمون الاحتلال الإسرائيلي بطريقتهم الخاصة، كما يفعل تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات التكفيرية والإرهابية المتطرفة.