فلسطين أون لاين

​في وقفةٍ نظمتها حملة "خريج" أمام وزارة العمل

وعود توظيف الخريجين في غزة "إبر بنج"!

...
جانب من الوقفة أمام وزارة العمل أمس (تصوير / ياسر فتحي )
غزة - حنان مطير

"يا ريتني ما درست جامعة" قالتها أسماء أبو شرخ وهي تقف في ساحة وزارة العمل وتحمل لافتةً كَتبت عليها "الخريج يريد أن يعيش بكرامة"، في فعاليةٍ نظّمتها حملة "خريج" أمس، للمطالبة بحقوق الخريجين.

وبجانب أسماء وقف العشرات من الخريجين والخريجات كل يحمل لافتةً تعبّر عن حالِه، فأسماء خريجة التعليم الأساسي التي أرهقَت والدتَها كثيراً بمصاريف الجامعة كونها العاملة الوحيدة في البيت، تؤكد لـ"فلسطين" أن العمل من حقّها كفردٍ متعلّم يعيش في المجتمع.

وتقول: "كم أتّمنى أن أردّ لوالدتي جزءًا مما قدّمته لي، ومما تقدّمه لإخوتي الذين ما يزالون يدرسون في الجامعة، وكم أتمنى أن أعيش حياةً كريمة أشعر فيها أنني مُنتِجة لا عالة على المجتمع وأهلي الذين أفنوا شبابهم في تعليمنا".

وتضيف: "كنت أذهب لجامعتي مشياً لعدم توفّر مواصلات الجامعة، واليوم يفعل أخوايَ الطالبان في الجامعة نفس الشيء، فنحن في غزّة بالكاد تتوفر مصاريف الاحتياجات الأساسية في البيت"، وتتساءل: "أفلا يحقّ لنا أن نحيا حياةً كريمة بتوفير عملٍ لنا كخريجين؟".

موت!

بينما حملت الخريجة آلاء شلدان الأم لأربعة أطفال لافتة كُتِب عليها "البطالة موت"، تروي لصحيفة "فلسطين" أنّ أربع سنواتٍ درستها في جامعة الأقصى تضيع اليوم هباءً، وتقول: "جئتُ اليوم علّ صوتي يصل المسئولين لينظروا في أمرِنا، إننا بحاجة لحلّ حتى وإن كان تحت بند البطالة، المهم أن نسير بحياتِنا للأمام".

وتضيف: "درست وأنا متزوجة، وهذا بالطبع أنهك زوجي الذي يعمل سبّاكاً في مدينةٍ بائسةٍ وضعها الاقتصادي سيء للغاية، في حين أن أطفالي يطلبون الكثير من الأشياء الأساسية التي يصعب علينا تحقيقها، ولو أنني أحظى بفرصة عمل لحققت الكثير من أحلامهم البسيطة".

ويقف إلى جانبهم الشاب محمود الهليس خريج التربية الرياضية عام 2014 قائلاً:" تخرجت بتميز وتقديري الرابع على دفعتي، وما زلت لا أقدر على الحصول على فرصة عمل".

وأضاف أنه يملك أفكاراً كثيرة وحلولاً، لكن غياب فرصة العمل تضيع شبابه وعمره هباءً.

فيما نجاح الخواجا الخريجة من قسم اللغة الإنجليزية عام 2010 توضح بأسف أنها لم تحصل على يوم عمل واحدٍ منذ تخرجها حتى اليوم، وتعلق:" كلما ذهبت لوزارة العمل يطلبون مني أن أنتظر وأن أحدّث اسمي"، وتقول:" إنني لا أطلب كوبونة أو طرد غذائي، بل حق لي كي أعيش كريمةً حُرّة".

لن نملّ

فيما يعلو مسئول الحملة إيهاب أبو عرمانة بصوتِه هاتفاً ليردّ من خلفه الخريجون : "يا مسئولنا في الضفة.. غزّة والله ِع الحِّفّة"، و "يا مسئول اسمع اسمع.. الطّناش مش راح ينفع".

وقال أبو عرمانة لـ "فلسطين": "لقد بدأ ناقوس الخطر يدقّ فيما يخص الخريجين، وإننا على علم بكل المهاترات السياسية التي يروح ضحيتها الشباب الذين لا ذنب لهم بانقسام الإخوة منذ 12 عاماً".

وأضاف:" إننا خريجون مستقلون نبحث عن وحدةٍ وطنيّة تكفل لنا حقوقنا العادلة، وإن لم يوفر لنا المسئولون حلولاً عاجلةً فإن الخطر سيفتح على مصراعيه".

وأتبع:" لن نمل من الوقوف والهتاف من أجل نيل حقوقِنا، ففي كل يومٍ لنا وقفة وصوت جديد".

وطالب منسق الحملة في محافظة غزّة أحمد الوادية المسئولين بالإيفاء بوعودهم فيما يتعلق بتوفير المشاريع الصغيرة للخريجين، لافتاً إلى أن تلك الوعود لم تعد مقنعة للخريجين الذين ينتظرون عاماً تلو العام بلا أدنى حلول.

وكان رئيس مجلس إدارة الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال، وزير العمل، مأمون أبو شهلا، أعلن أواخر الشهر المنصرم أن الصندوق يعكف على توقيع اتفاقية كبيرة بخمسين مليون دولار مع بنك فلسطين بضمانات وزارة المالية في الحكومة الفلسطينية، لمنح آلاف القروض الميسرة للخريجين والعاطلين عن العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويصف الوادية أنه من المؤلم أن يصبح الشباب يفكرون بالهجرة معولّين عليها كلّ حياتهم ومستقبلهم، بل وبعضهم للأسف يفكّر في الانتحار وفق قولِه.

ووفق وزارة العمل فإن عدد المتعطلين عن العمل في فلسطين تجاوز 400 ألف مواطن بينهم عدد كبير من الخريجين، في حين أن هذا الرقم سيتجاوز المليون عاطل بحلول عام 2030 إذا لم تتم معالجة القضية من كل جوانبها.