فلسطين أون لاين

​في غزة.. "تكيّة" للملابس والأدوات المنزلية المستعملة

...
غزة - رنا الشرافي

أطلقت مجموعة خيرية مشروعًا باسم "تكية الخير للملابس والأدوات المستعملة"، تقوم فكرته على جمع التبرعات من العائلات الميسورة في جميع أنحاء القطاع، سواء كانت ملابس مستعملة أو جديدة، إضافة إلى الأدوات المنزلية المختلفة، ومن ثم يتولى القائمون على المشروع مهمة تجهيز هذه المساعدات للعرض، كتنظيف الملابس.

دون استثناء

المشرف على مخازن التجهيز "محمد أبو وطفة" أخبر "فلسطين" أن صاحب فكرة هذا المشروع هو المهندس زكي مدوخ رئيس مجلس إدارة "المشروع الشبابي الخيري"، مشيرًا إلى أن هذه "التكية" هي امتداد للمشروع الشبابي.

وأوضح أن فكرة المشروع تقوم على جمع التبرعات وإعادتها للمحتاجين دون استثناء.

وقال: "سيتم تقييم حاجة الناس، كل فرد في منطقته، ومن خلال المناطق سيتم ترشيح الأُسر المحتاجة حتى يمكنها الاستفادة من المشروع".

وأضاف أن هدف المشروع خيري بحت، وأن جميع العائلات تستطيع الاستفادة منه، ولكن الأولوية للأكثر احتياجًا، متابعًا: "لن يكون هناك أي اعتبار لأي انتماء سياسي أو فصائلي للعائلات المرشحة للاستفادة من المشروع".

وواصل: "المشاريع المماثلة عادة ما تكون موسمية، مثلا في شهر رمضان أو ما قبله فقط، لكن هذا المشروع ستبقى أبوابه مشرعة طوال العام، فهو سيأخذ صفة الاستمرار، حيث تم تجهيز أماكن لاستقبال التبرعات وتجهيزها"، لافتًا إلى وجود حالة من الرضا والتفاعل مع فكرة المشروع من المجتمع عموما.

لا حرج

وفي جولة سريعة على عينة استطلعت آراءها صحيفة "فلسطين"، تحدّث عدد من المواطنين عن ارتياحهم للفكرة، فهذه "صابرين عوض" وهي أم لخمسة أطفال وزوجها عامل بناء عاطل عن العمل، قالت: "عدد الأبناء كبير، وزوجي عاطل عن العمل بالكاد يحصل على فرصة بين الحين والآخر، مما يضطرني للجوء إلى الأسواق الأسبوعية حتى أشتري لهم ثيابًا بأرخص الأسعار".

وتابعت: "كم هو جميل أن يتم إنشاء (تكية) من هذا النوع، ففي حال وجودها يمكنني أن أرتاح من عناء الذهاب إلى السوق، وأن أوفر ما أنفقه من مال في شراء الملابس لأشياء أخرى أهم منها"، داعية المقتدرين لتبني مثل هذه المشاريع.

أما "مصطفى الدهشان"، وهو والد لستة أطفال، ويعمل بائعًا على "بسطة"، فقال: "إن وُجد مثل هذه المشاريع، فأتمنى تسجيل اسمي للاستفادة من خدماتها، فكما ترون العمل ضعيف والمردود بالكاد يكفي لإطعام أبنائي، بل إنه لا يكفي لولا مساعدة الجيران لي".

بدوره، قال "حسام الشريف" وهو رب أسرة مكونة من ثلاثة أطفال ووالدتهم، وخريجٌ من كلية الطب المخبري ويعمل في محل لبيع الأحذية: "لم أسمع عن هذه التكية ولكن إن وُجدت بالفعل، فلن أجد حرجًا في التوجه إليها".

وأضاف: "أنا أعمل في السوق، ومطّلع على أسعار الملابس، خاصة للأطفال، فأقل سترة تجدها بأربعين شيقلا، وأقل بنطال جينز قيمته 20 شيقلا، وأنا أب يوميته بالكاد تصل إلى 15 أو 20 شيقلا، فمن أي سأشتري كسوة لهذا العدد من الأطفال؟".