يرى مراقبان سياسيان، أن حركة حماس تمتلك مقومات الصمود أمام الضغوط التي تمارسها (إسرائيل) والإقليم والإدارة الأمريكية.
ورأى المراقبان في حديثين منفصلين لـ"فلسطين"، أن هذه المقومات نابعة من حجم التأييد الشعبي والجماهيري لمشروع المقاومة، من فلسطينيي الداخل والخارج أيضًا.
وتتمثل أبرز الضغوط على حماس، بالحصار المالي والاقتصادي المفروض عليها في غزة، ووضع الولايات الأمريكية رئيس مكتبها السياسي على قائمة "الإرهاب"، ومشروع قانون أقره الكونجرس الأمريكي بفرض عقوبات عليها.
وهذه القرارات جاءت بعد ما يزيد على شهر من إعلان رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، وهو ما أثار سلسلة ردود فعل مناوئة له، محليًا وعربيًا ودوليًا.
وقال رئيس مركز غزة للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي، إنه لا شلك أن القضية الفلسطينية تتعرض لكم كبير من الضغوطات الشديدة لتمرير ما تسمى "صفقة القرن"، في ظل تولي حزب يميني متطرف رئاسة حكومة الاحتلال، وإدارة أمريكية برئاسة دونالد ترمب تتماهى إلى أبعد الحدود مع (إسرائيل).
وأشار الشوربجي في حديث لـ"فلسطين"، إلى أن الضغوط الإسرائيلية الأمريكية والإقليمية تتركز على حركة حماس لأنها "عقبة" أمام مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
لكن الشوربجي قال إن حركة حماس والشعب الفلسطيني يمتلكون الكثير من أوراق القوة، لصد المؤامرة الدولية.
وتابع: "صحيح أن الموجة عاتية، لكن أوراق القوة تتمثل في عدة أمور، أولها الوجود على الأرض والقوة العسكرية التي يحسب لها العدو الإسرائيلي ألف حساب".
وأشار إلى أن من أوراق القوة كذلك، حجم التأييد والزخم الشعبي الكبير لحركة حماس في غزة وفي ساحات أخرى كالضفة الغربية والشتات.
وأكمل الشوربجي: "هناك تأييد كبير لمشروع المقاومة وليس لحماس فقط. واستطلاعات الرأي تقول إن الشارع الفلسطيني ما لا يقل عن 70 بالمئة يؤيد المقاومة ويرفض مشاريع التصفية ومتمسك بالثوابت وعلى رأسها قضية القدس واللاجئين".
وأشار إلى أن حركة حماس تمتلك علاقات إقليمية، وهناك نوع من التحالف مع محور الممانعة من جديد.
ونبَّه رئيس مركز غزة للدراسات الاستراتيجية إلى أن غالبية الفصائل تشترك مع حركة حماس في رفضها المطلق لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف: "أعتقد أن الشعب الفلسطيني بوعيه وعناصر القوى التي لديه قادر على أن يفشل المؤامرة كما أفشل العديد منها سابقًا. كما أن الشعب يتمسك بحقه ومقاومته وخياراته وثوابته، وهو قادر على إجهاض المؤامرات التي تحاك ضده".
وتابع الشوربجي أن الشعب الذي يقع تحت الاحتلال "صاحب حق وهو الأقوى بتمسكه بحقه أمام مشروع الاحتلال".
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عماد محسن، إن "الهدف من الضغوطات على حركة حماس، واضح أن هناك من يريد تدجين الحركة من جهة، وتطويع إرادة الشعب الفلسطيني لخدمة أغراض جهات دولية وإقليمية.
وأشار محسن، إلى أن صمود حماس مرتبط بصمود 2 مليون إنسان في قطاع غزة؛ ما يزيد على ثلاثة أرباعهم يعيشون أوضاعًا صعبة تحت خط الفقر.
هذا إلى جانب إلى جانب التعقيدات المحلية المرتبطة بآثار الانقسام من حصار صحي وتعليمي وفي البنية التحتية، وخصومات طالت رواتب الموظفين، ضمن إجراءات سموها "تصحيحية" وهي بالأساس عقابية هدفا عقاب أهالي غزة على خيارتهم وصمودهم، كما يقول محسن.
وتابع الكاتب والمحلل السياسي: "يريدون كي وعي الشعب الفلسطيني بما فيه حركة حماس، من أجل القبول بأية صفقات يتنازلون فيها عن الثوابت الفلسطينية التي بقيت ثوابت منذ النكبة حتى يومنا هذا".
وأكد أن حماس لديها القدرة على أن تنأى بقطاع غزة عن المهالك التي تحاك ضده، وأن تنقذ معها 2 مليون إنسان يعيشون في غزة؛ أم أن الموضوع يحتاج إلى مقاربات سياسية.
وتابع: "أعتقد أن حماس لديها القدرة على إجراء هذه المقاربات، بالانفتاح على بعض دول الاقليم، وأقصد مصر على وجه التحديد، وكذلك القوى السياسية الفلسطينية والانخراط معها في شراكة كاملة، وأقصد التيار الإصلاحي الديمقراطي، الذي يقوده النائب محمد دحلان".
واكمل: "هذه الخيارات، إلى جانب المرونة في التعاطي مع المطالب الشعبية في إنهاء الانقسام مقابل أن تقوم الحكومة بمسؤولياتها، فإننا نتجاوز المحنة الحالية التي نعانيها، وتتعافى حركة حماس من الضغوط المباشرة التي تمارس عليها".