يمارس ضباط إسرائيليون يعملون بما يسمى "الادارة المدنية الإسرائيلية" في الضفة الغربية اجراءات تحمل في طياتها معاناة قاسية لأصحاب الاراضيالواقعةأراضيهم خلف الجدار العنصري، من خلال تغيير ارقام البوابات المسموح الدخول من خلالها وتعمد فتح بوابات بعيدة عشرات الكيلومترات عن اماكن سكنهم.
مزارعون اشتكوا لصحيفة "فلسطين" من اغلاق بوابة امنية زراعية قريبة منهم واستبدالها ببوابات بعيدة، معتبرين أنها محاولة إسرائيلية لمنعهم من الوصول إليها لأجل إعمار أراضيهم ورعاية المزروعات فيها.
الحاج وصفي محمد من قرية كفر صور جنوب طولكرم يقول لـ"فلسطين": "بعد اقامة الجدار العنصري عزلت اراضينا خلف الجدار وكنا ندخل اليها من خلال بوابة قريبة على منازلنا، وبصورة مفاجئة اغلقت البوابة وطلب منا الذهاب الى بوابة زراعية قرب قرية كفر جمال والبعيدة عنا عدة كيلومترات، وبعد فترة اغلقت البوابة الثانية وطلب منا الدخول إلى أراضينا عبر بوابة في قلقيلية بعيدة عنا اكثر من 20 كيلو متر".
وأضاف الحاج محمد: "هذا التدرج في العذاب والتنكيد علينا له اهداف خبيثة، فعنداجتماعنا مع ضباط الادارة المدنية بوجود موظف الارتباط الفلسطيني كان منطق الإسرائيليين انه لا داعي للذهاب إلى الأرض عدة مرات في العام، ويكفي الذهاب في موسم قطف ثمار الزيتون".
وتابع قائلاً: "قلت للإسرائيليين أن هذه ارضي وانا حر في التواجد فيها متى أشاء، وليس من حقك تحديد الوقت الذي أذهب به إليها".
ويضيف: "إن مستوطنو سلعيت استولوا على اراض زراعية قريبة بعد ان رصدوها عدة سنوات ولم يستطع اصحابها الوصول اليها بسبب اجراءات البوابات الزراعية".
ويرى المزارع رائد ابو اسنينه الواقعة ارضه خلف الجدار في تغيير ارقام البواباتالزراعية الامنية امام المزارعين أنه اسلوب امني مخابراتي يهدف إلى ضرب معنويات المزارعين، وارباك حساباتهم.
وقال لـ"فلسطين": "المزارع أصبح بين البقاء وتحمل العذاب او ترك ارضه للخنازير ووزارة البيئة الاسرائيلية". مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية أحمد عيد، قال لـ"فلسطين": "اجراءات البوابات الزراعية الامنية معقدة وفيها تشريد للمزارعين عن اراضيهم من خلال تغيير ارقام البوابات والعمل على اجبار المزارعين الدخول من بوابات معينة بعيدة عن اماكن سكنهموتحميلهم اعباء مالية ومشقة للوصول الى اراضيهم المعزولة".
وأضاف: "الخسارة تكون فادحة للمزارعين في حال تغيير البوابة للمزارعين أو منعهم من الدخول".
وفي محافظة سلفيت، منعت سلطات الاحتلال المزارعين من الدخول إلى أراضيهم من خلال البوابات الزراعية الامنية.
مدير دائرة الزراعة في سلفيت، ابراهيم الحمد، قال لـ"فلسطين": "قرار المنع في هذا الوقت من العام يحرم المزارع من محصول جيد، حيث تحتاج المزروعات والارض إلى العناية تمهيدا للفصل القادم، وهنا يأتي الهدف المبطن للاحتلال وهو دفع المزارعين للهجرة وترك الارض للمستوطنين".
يشار ان الاحتلال بعد اقامة جدار الفصل العنصري عام 2002، عزل آلاف الأراضي الزراعية في المحافظات الفلسطينية، واعتبرها مناطق محميات بيئيةأطلق فيها الخنازير البرية حتى لا يتم الاستفادة منها من قبل المزارعين.