أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أمس السبت رفع درجة الاستنفار في صفوفها لحماية شعبنا والرد على أي عدوان صهيوني وذلك نظرا للأحداث التي يشهدها شمال فلسطين المحتلة .الاعلان جاء في اعقاب اسقاط طائرة اسرائيلية معتدية في الاجواء السورية من قبل الدفاعات السورية، وكذلك بعد اجتماع عاجل أجراه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه وقادة الجيش والاستخبارات للتباحث حول كيفية الرد على الحدث الجديد الذي أسماه البعض " تغيير قواعد الاشتباك " على الجبهة الشمالية.
إعلان كتائب القسام رفع درجة الاستنفار أمر طبيعي في ظل اجواء متوترة للغاية، وكل الاحتمالات فيها واردة، ومنها نقل " اسرائيل" الصراع الى الجانب الذي تعتقده الاضعف وهو قطاع غزة، ولا يجوز الذهاب بعيدا في التحليلات الى درجة الاعتقاد ان كتائب القسام ستبدأ حربا اذا ما قامت دولة الاحتلال بشن حرب خاطفة على احدى الدول المجاورة لأن كتائب القسام لم تعلن عن ذلك ولأننا لم نسمع عن اتفاق بين كتائب القسام واطراف اخرى تتضمن الدفاع المشترك، أي ان تقوم تلك الاطراف بفتح جبهة في حال تعرض قطاع غزة الى هجوم اسرائيلي او العكس، ولذلك لا يجوز للمحللين والاعلاميين تفسير استنفار كتائب القسام بالشكل الذي يريدونه وكأنه أمر حتمي حتى لو كان هناك احتمال ضئيل بإمكانية وقوعه.
رغم الاوضاع المتوترة على كافة الجبهات ورغم التهديدات الاسرائيلية المتكررة الا ان أي مغامرة للعدو الاسرائيلي لن تكون في صالحه، وهناك تيار داخل الكيان الاسرائيلي لا يخفي مخاوفه من المواجهة سواء على الجبهة الشمالية او الجبهة الجنوبية وينصح بالتهدئة، ولذلك من المحتمل ان تنخفض حدة التوتر بشكل مفاجئ، ولكن يظل احتمال ارتكاب " اسرائيل" حماقات قائماوستدفع ثمنها. قبل ايام هدد وزير الحرب في دولة الاحتلال ليبرمان لبنان بالدخول الى الملاجئ ولكننا نرى اليوم ان ثلث الكيان الغاصب بدأ بتجهيز الملاجئ من اجل استخدامها.
في الختام نقول ان المقاومة الفلسطينية لا تريد الحرب ولكنها تستعد لها، وهي لا تعقد تحالفات مع اطراف خارجية الا اذا فرضت دولة الاحتلال اسرائيل عليها تلك المعادلة .