فلسطين أون لاين

​موسم الحراثة.. فرصة أخرى لهجمات المستوطنين بالضّفة

...
جنود الاحتلال يواصلون التنغيص على الفلسطينيين (أ ف ب)
الخليل - خاص "فلسطين"

بينما حاول المواطن محمد صبارنة من بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل بالضّفة الغربية المحتلة الوصول إلى قطعة أرض يملكها وتقع قرب مستوطنة "كرميتسور" المقامة على أراضي جنوب البلدة، كان ما يسمّى بالمستوطن "إلياهو" حارس أمن المستوطنة وزعيمها بالمرصاد له ولزوجته.

ووفق صبارنة فإنّ ذهاب العائلة إلى أرضها هذه المرّة كان اعتداء المستوطنين فيه أشدّ إمعانا، من ناحية إشهار السّلاح في وجههما أكثر من مرّة، ومحاولة إطلاق النّار صوبهما من مسافة قريبة، لافتا إلى أنّ المستوطن ادّعى أنّ الأرض واقعة قرب حدود المستوطنة، وممنوع على أصحابها ارتيادها لدواع أمنية، ولمخاوف المستوطنين من أيّة عمليات استهداف للمستوطنين القاطنين داخل المستوطنة وفق ادّعائه.

ويضيف: لدي مساحة من الأرض تقارب على الدنم والنصف، وتقع بشكل مجاور لسياج المستوطنة، لافتا إلى أنّ حجة المستوطن في هذا الاعتداء تتعلّق بمنع أيّة أعمال زراعة للأشجار في هذه الأراضي القريبة من سياج المستوطنة، لأنّ وجودها وفق زعمهم يحجب الرؤية، ويحول دون سلاسة الحراسات الأمنية، وخوفا من اقتراب (متسلّلين) إلى المكان.

ويشكّل الأمر عامل قلق وفق صبارنة، الذي اضطر وزوجته إلى ترك أرضهم والعودة إلى منزلهم، خشية من إطلاق المستوطن النّار صوبهما، وللحفاظ على حياتهما، مطالبا بتدخل كافة الجهات الحقوقية للسّماح له بزيارة أرضه وفلاحتها في موسم الحراثة.

وفي هذا الصدد، يكشف منسق لجان مقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضّفة الغربية يوسف أبو ماريا عن تصاعد اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين وأصحاب الأراضي في المناطق الواقعة على مقربة من المستوطنات والشوارع الالتفافية.

ويضيف أبو ماريا لصحيفة "فلسطين" بأنّ المستوطنين هاجموا المزارعين الفلسطينيين بحراسة أمنية مشددة من جانب جنود الاحتلال في المناطق الواقعة على مقربة من مستوطنة "كرميتسور" الواقعة إلى الجنوب من بلدة بيت أمر شمال الخليل، ومنعوهم من التواجد في أراضيهم. ويشير إلى أنّ عددا من المستوطنين هاجموا عائلة فلسطينية حاولت دخول منزلها للحراثة والتقليم وزارعة الأشجار، موضحا بأنّ أحد حراس أمن المستوطنة أشهر السّلاح في وجه العائلة أكثر من مرّة وحاول إطلاق النّار صوبها، ما دفعها مضطرة للخروج من أرضها.

لكنّ أبو ماريا يلفت إلى أنّ الإشكالية لا تتعلق بنحو دنم ونصف تملكها العائلة، بل يطال هذا الاعتداء آلاف الدنمات الزراعية الواقعة على مقربة من مستوطنة "كرميتسور" وغيرها من الدنمات التي تقع بشكل مجاور للمستوطنات اليهودية في أنحاء مختلفة من الضّفة الغربية.

ويدّعي الاحتلال وفق النّاشط أنّ زراعة الأشجار ووجود المواطنين الفلسطينيين في محيط المستوطنات يشكّل عامل خطر وتهديد لحياة المستوطنين، ويعتبرون الأمر مبرّرا لإخلاء الأراضي القريبة من أسيجة المستوطنات.

وفيما يخصّ هذا الموسم، يشدد أبو ماريا على أنّ هذا موسم حراثة للأرض وعناية بها، ويكثر ارتياد المواطنين لأراضيهم في هذه الأوقات، لكنّ المستوطنين يجدون في هذه المواسم عوامل ملاحقة للسكان خاصّة في الأراضي الواقعة خارج المستوطنات.

ويعتقد أنّ هدف المستوطنين إثارة حالة من الخوف والرّعب في صفوف السّكان، ودفعهم لترك أراضيهم والرّحيل عنها، وإخلائها أمام محاولات السيطرة والتّوسع من جانب سلطات الاحتلال وأذرع المستوطنات، عادّا تدخلات المستوطنين أدوات تستخدمها سلطات الاحتلال على الدّوام العمل باتّجاه دفع المخططات الاستيطانية وتطبيق الوقائع على الأرض.