فلسطين أون لاين

والدة الشهيد : قتلوه دون أن يشكل خطر عليهم

خالد التايه.. رحيل على حين غَرّة ورصاصة أنهت أحلامه

...
​نابلس- خاص "فلسطين"

منذ اللحظة الأولى لسماعه نبأ دخول قوات الاحتلال إلى مدينة نابلس هب ورفقته من شباب حيه للانطلاق إلى حي الجبل الشمالي الذي يبعد عنه عدة كيلومترات، لينضم إلى المئات الآخرين من الشباب الذين وهبوا أرواحهم لله وهم يدافعون عن مدينتهم.

خالد التايه ابن 22 ربيعا رقم جديد وضحية أخرى من ضحايا الإجرام الإسرائيلي الذي لا يعرف سوى لغة القتل، حيث وضعت رصاصة حاقدة استقرت في جسده حدًا لأحلامه وآماله ورغبته بالحياة.

صحيفة "فلسطين" التقت والدة الشهيد تايه والتي بدورها أكدت أن الاحتلال وجنوده تعمدوا قتل ابنهم رغم عدم تشكيل أي خطر عليهم خلال المواجهات التي اندلعت في الجبل الشمالي وشارع عمان بمدينة نابلس وتابعت "الاحتلال أعدم ابننا عن بعد أمتار فقط رغم علمهم أنه لا يحمل بيديه سوى بعض الحجارة".

وعن بعض مزاعم الاحتلال بان المتظاهرين قاموا بإطلاق النار والاكواع المتفجرة صوبهم قالت العائلة: "ما نعلمه عن ابننا هو انه لم يكن يشكل أي خطر على الاحتلال ولم يحمل أي سلاح والاحتلال يريد ان يبرر جريمته ويحاول أن يسوق نفسه على أنه جيش نزيه، ولكن الحقيقة تقول بان هذا الجيش هو جيش بربري نازي إرهابي مجرم لا يعرف إلا لغة القتل".

وتشير والدة تايه إلى أن نجلها إنسان بسيط لديه من الأحلام والطموحات البريئة كغيره من الشباب الفلسطيني، وأن نبأ استشهاده كان له وقع أليم عليها وعلى جميع أفراد العائلة.

وتقول إنه خرج مع أصدقائه ككل يوم قبل أن تدخل قوات الاحتلال إلى المدينة على حين غرة، ويبدأ ببث الموت في الشوارع.

وأردفت:" ودعني خالد بالقول أنا طالع يما مع صحابي وما بتأخر. وما هي إلا لحظات حتى سمعت أصوات القنابل الصوتية تملأ شارع عمان القريب من بلدته عراق التايه وبعد نصف ساعة تقريبا من الاقتحام واستمرار المواجهات هرعت إلى الهاتف فقلبي لم يكن مطمئن وما أن رن هاتفه حتى حدثني أحد أصدقائه والذي أخبرني في البداية بان خالد قد أصيب ونقل إلى المشفى".

لم يدم الوقت طويلاً كما تقول أم خالد حتى أعلن عن استشهاد نجلها محبوب الجميع كما أطلقت عليه ولتجد ابنها البكر وشقاء العمر في رعاية الله بعد أن استقرت رسالة حاقدة في جسده العشريني.

كزفة العريس خرجت جنازة الشهيد تايه من مسقط رأسه هناك في بدلته التي حمل اسمها – عراق تايه– لتنطلق حناجر المشيعين بالهتافات التي تمد الشهيد والشهداء والتي تعاهده على الاستمرار في المقاومة ضد الاحتلال الذي سرق الابتسامة والبراءة من بين أوساط ذويه.