كشف وزير الأسرى الأسبق، الأسير المحرر م.وصفي قبها، النقاب عن ترتيبات تجريها الحركة الأسيرة، بموافقة فصائلية جامعة، لبدء الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ احتجاجًا على السياسة الإسرائيلية الممنهجة بحقهم.
وذكر قبها في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أن هناك تنسيقًا يجري بين أسرى سجون "مجدو" و"عوفر" و"النقب" للشروع في الإضراب، واصفًا الأوضاع بين الأسرى الإداريين وإدارة السجون وصلت لمرحلة "كسر العظم".
وأعرب قبها عن أمله بالانتصار للأسرى الإداريين في إضرابهم المزمع خوضه خلال الأيام القادمة، مشددًا على ضرورة إسناد الأسرى الإداريين في خطوتهم ودعمهم بشتى السبل لإنجاح إضرابهم وتحقيق أهدافهم.
وأكد أن الأسرى الإداريين يعانون معاناة كبيرة وواسعة، ولا يمكن حصرها في جانب معين داخل الأسر، مؤكدًا أن إدارة السجون تتعمد معاقبتهم واستمرار معاناتهم.
وقال إن الأسرى الإداريين وجدوا أنفسهم مضطرين لهذه الخطوة، التي ستجري الأيام القادمة؛ "لوضع حدّ للسيف المسلط على رقابهم المتمثل في استمرار سياسة الاعتقال الإداري، وازدياد أعدادهم داخل سجون الاحتلال".
وأفرج الاحتلال عن الوزير قبها من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، الأربعاء، بعد ثمانية أشهر قضاها رهن الاعتقال الإداري، ليقضى ما مجموعه 14 عامًا داخل سجون الاحتلال.
وأشار إلى مقاطعة الأسرى الإداريين لمحاكم الاحتلال، منذ عامين، فيما يذهب بعضهم لها، منوهًا إلى أن معاناة الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال "معاناة خاصة حيث يحاكمون وفقًا لما تدعيه نيابة الاحتلال ملف سري لا يتم الإفصاح عن بنوده، ويترتب قضاء الأسير وفقًا لها فترات زمنية متفاوتة لا يعرف في سياقها أسباب اعتقاله وحتى موعد الإفراج عنه".
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أخيرا، أن ما يقارب 500 معتقل إداري من كل الفصائل في سجون الاحتلال، بلوروا خطة لمقاطعة محاكم الاعتقال الاداري، وسيعلن عن موعد تنفيذها قريبًا.
معاناة شديدة
وفيما يتعلق بأوضاع الأسرى، أكد الأسير المحرر أن المنخفض الجوي الأخير (يناير الماضي) ألحق آثارًا سلبية كبيرة على الأسرى، فأصيب معظمهم بنزلات برد ورشح وإنفلونزا حادة؛ لأسباب تتعلق في عدم وجود الأغطية اللازمة.
وقال قبها: إن "ادارة السجون منعت منذ نحو 4 سنوات أهالي الأسرى إدخال الأغطية الثقيلة لذويهم، وأن ما تسمح به الآن في المقابل الأغطية الرقيقة (البطانيات) التي يتم شراؤها بأسعار مرتفعة من كانتين السجن نفسه".
وأضاف: "إلى جانب النقص في الأغطية الشتوية، هناك نقص مماثل في الملابس الشتوية، حيث يأتي الأهالي في زيارتهم بأربع قطع لابنهم، وما يتم السماح بإدخاله فعليًا قطعة أو قطعتان، دون اكتراث للمعاناة الحاصلة من إدارة سجون الاحتلال". واستدرك: إن معاناة فصل الشتاء للأسرى لا تنفصل عما يجري من تضييق يومي كبير بحقهم، فالاحتلال يمارس التفتيشات اليومية في ساعات الليل المتأخرة؛ بحجة البحث عن الهواتف الخلوية في أقسام وغرف الأسرى.
المقاوم جرار وفي سياق آخر، أكد القيادي في حركة حماس، أن شخصية المقاوم في كتائب القسام الشهيد أحمد جرار، "جذب قبل استشهاده وبعده انتباه عقول كل الأسرى وقلوبهم على مختلف فصائلهم وتوجهاتهم، في حالة لم تشهدها المعتقلات منذ سنوات".
وقال قبها: إن "أسرى حركة حماس على سبيل الخصوص وطيلة الفترة الزمنية التي جرى فيها مطاردة الشهيد المقاوم جرار لم يتركوا صلاة فجر إلا بالدعاء في ظلها بحفظه، وأن يسدد رميهم".
وشدد قبها على أن المقاوم "جرار" أكد للقاصي والداني ولحركة "فتح" قبل حركة "حماس" أن خيار المقاومة هو الخيار الذي يمكن أن يحفظ القضية الفلسطينية، ويعيد الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني، ويقف في وجه مخططات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن العملية الفدائية التي نفذها "جرار"، بتاريخ 9 يناير الماضي في نابلس، وأسفرت عن مقتل حاخام إسرائيلي، شكلت رافعة للمعنويات لدى الأسرى، وأكدت مجددًا "أن للأقصى من يحميه ويدافع عنه، وأن شعبنا حي ويقدم روحه وأغلى ما يملك من أجل الدفاع عن مقدساته".
وأكد قبها: "لو سار الجميع على نهج جرار (..) لحفظت الثوابت وحق العودة"، وذلك في إشارة لفشل خيار التسوية الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية.