فلسطين أون لاين

​القصف المتكرر لأبراج الندى يثير فزع السكان ويحدث خرابًا في مساكنهم

...
أضرار في أبراج الندى جراء قصف قوات الاحتلال شمال القطاع أول من أمس (تصوير / محمود أبو حصيرة )
شمال غزة - جمال غيث

يضع العبد شلاش، يده على قلبه مع بداية كل تصعيد أو استهداف إسرائيلي يتعرض له قطاع غزة، خشية أن تطال صواريخ الاحتلال منزله الكائن في أبراج الندى شمال شرق بلدة بيت لاهيا.

وتتعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال اعتداءاتها المتكررة على القطاع، استهداف منازل المدنيين العزل والأبرياء في محاولة منها للضغط على المقاومة الفلسطينية للاستسلام والخضوع لإملاءاتها.

ولم يكن منزل شلاش الذي لطالما خشي من استهدافه خارج دائرة الصواريخ الإسرائيلية هذه المرة، حيث تسببت قذائف مدفعية بأضرار كبيرة جداً بالمنزل الذي استهدف فجر الجمعة الماضية، إلى جانب تضرر عدد من المنازل المجاورة له، عقب ادعاء الاحتلال سقوط قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة، باتجاه مستوطنات "غلاف غزة".

استهداف متعمد

ويستغرب شلاش، وعدد من الأسر التي تضررت منازلها خلال القصف الأخير على غزة، من استهدافهم المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، متسائلين: "ما الذين الذي ارتكبناه ليتم استهدافنا في ساعات الفجر من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي؟!، وما الخطر الذي يشكله أطفالنا على الاحتلال؟!.

ويقول أبو شلاش: "في ساعات الفجر الباكر من يوم الجمعة الماضي استيقظت على صوت هز منزلي ونجم عنه غبار وركام ملأ المكان لم أعلم مصدره وسببه إلا بعد لحظات، وبعد لحظات تبين أنه استهداف إسرائيلي".

ويشير الستيني الذي يعيل خمسة أفراد، إلى أن الاحتلال استهدف منزله بقذيفتي مدفعية، إحداهما دمرت المطبخ والأخرى سقطت في غرفة المعيشة، متمنيًا أن تعمل كافة الجهات المعنية لإصلاح منزله في أقرب وقت ممكن، وتجنيبهم برد الشتاء القارس.

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها عائلة شلاش الموت، ففي 23 ديسمبر/ كانون الأول فقد الرجل ابنه شريف (28 عاما)، بفعل نيران جيش الاحتلال المتمركز على طول السياج الأمني الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 48، ضمن المواجهات الشعبية التي اندلعت لنصرة مدينة القدس المحتلة بعد إعلانها أمريكياً عاصمة لـ(إسرائيل)، كما أصيبت شقيقة عرفات بطلق ناري في ساق رجله اليمنى خلال مواجهات مماثلة يوم الجمعة قبل الماضية.

أوضاع مأساوية

وأخذ شاكر أبو العيش، يندب حظه بعد أن تضرر منزله الكائن في الطابق الرابع من أبراج الندى، بفعل القصف الإسرائيلي.

ويشير أبو العيش لصحيفة "فلسطين"، إلى أن وضعه الاقتصادي لن يمكنه من إجراء إصلاحات لمنزله المتضرر نظرًا لتعطله عن العمل طوال الأشهر الماضية وعدم مقدرته على توفير احتياجات أسرته المكونة من 12 فردًا.

ولم تصل المياه لمنزل أبو العيش منذ فجر الجمعة الماضية جراء الاستهداف الإسرائيلي الأخير الذي تسبب في تدمير شبكة وخزانات المياه، مشيرًا إلى أنه يضطر إلى اللجوء لجيرانه لتوفير احتياجاته من المياه لحين صيانة منزله.

ويدعو أبو العيش، وزارة الأشغال العامة والاسكان ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" للوقوف إلى جانبهم وإصلاح منزله وعدم تركه طويلا بلا ماء وحماية أطفاله من برد الشتاء، مؤكدًا أنه اعتاد على إجراء صيانة دورية لمنزله بعد كل استهداف تتعرض له الأراضي الزراعية المجاورة لمكان إقامته.

جرائم إسرائيلية

في حين يقول فادي أبو معوض، إنه اعتاد على استبدال نوافذ بيته التي تتكسر في كل استهداف إسرائيلي لمحيط منزله، بأخرى جديدة.

ويدعو أبو معوض في حديث لصحيفة "فلسطين" كافة المعنيين لضرورة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتجنيب المدنيين والأبرياء العزل أي استهداف، متسائلَا: "ما الذنب الذي نرتكبه ليتم استهدافنا بشكل متعمد؟!".

ويطالب أحرار وشرفاء العالم وكافة المؤسسات المعنية بالوقوف إلى جانب أصحاب المنازل المتضررة، والعمل على صيانتها والضغط على الاحتلال كي يوقف جرائمه الممارسة بحق المدنيين والأبرياء العزل.

من جهته، أكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، أن الطواقم العاملة في وزارته ترصد وتتابع الأضرار التي يتعرض لها المواطنون جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة.

وقال سرحان لصحيفة "فلسطين": بعض المواطنين ممن لا نتمكن من الوصول إلى منازلهم يحضرون إلى مقر الوزارة ليبلغوا عن الأضرار التي تعرضوا لها فنقوم بزيارتها وإجراء حصر للأضرار التي تعرضت له في مقدمة لصيانتها وتعويض سكانها عن الخسائر التي تعرضوا لها"، مؤكدًا أنه في حال توفر التمويل يتم إجراء الإصلاح للمنازل المتضررة.