أكد رئيس تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة، أحمد الكرد، أن القطاع المحاصر يعيش كارثة إنسانية على المستويات الاقتصادية كافة، الاجتماعية، التعليمية، الصحية والحياتية، وهو الأمر الذي دفع بآلاف العائلات للجوء للمؤسسات والجمعيات الخيرية، "لكن دون أن تجد ضالتها!".
وقال الكرد، لصحيفة "فلسطين": "إن "توجه المواطنين بالآلاف للجمعيات الخيرية يأتي في وقت تعيش فيه هذه الجمعيات أسوء أوضاعها، بسبب الكثير من العراقيل التي وُضعت أمامها من قبل الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية".
وذكر الكرد أن أبرز العراقيل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية هي: عرقلة وصول الأموال والتبرعات إلى الجمعيات الخيرية في قطاع غزة، حيث ساهمت السلطة بحجب هذه الأموال من خلال إغلاق حسابات الجمعيات الخيرية في البنوك المحلية، ورفض فتح حسابات جديدة لها ولغيرها من الجمعيات الخيرية العاملة في القطاع.
وأضاف أن عرقلة تحويل الأموال للقطاع أثر بشكل كبير على الخدمات التي تقدمها الجمعيات والمؤسسات الخيرية لشرائح المجتمع المختلفة في غزة، وأدى إلى توقف العديد من المشاريع الإنسانية التي كانت تنفذ لصالح الآلاف منهم.
وأوضح الكرد أن عدم توفير الأموال بيد الجمعيات الخيرية "لم يؤدِ إلى إغلاقها، ولكن في الوقت ذاته، أصبحت هذه الجمعيات غير قادرة على توفير احتياجات المستفيدين من الخدمات التي كانت تقدمها سابقا".
وقدر عدد الجمعيات التي تضررت نتيجة سياسات وإجراءات الاحتلال والسلطة سواء بما يزيد عن مائة جمعية، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات التي تعاني من ضعف قدرتها على توفير الاحتياجات الأساسية للمستفيدين منها.
وبين الكرد أن قطاع الأيتام والذي يضم عشرات الآلاف من الأطفال، تم حرمان ما يقارب 20 ألف يتيم من الكفالات التي كانت تصلهم، بمعدل 40% من جميع المستفيدين من خدمات الجمعيات المهتمة بهذا القطاع.
وتابع: "كما أن الجمعيات التي كانت تقدم مساعدات لما يقرب من100 ألف عائلة تراجع مستوى تقديم الخدمات إلى النصف، حيث أصبحت تقدم خدماتها إلى 50 ألف عائلة فقط"، لافتاً إلى هذا التراجع تزامن مع زيادة أعداد الحالات والأسر المحتاجة؛ نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع.
وذكر أن 10 آلاف حالة من المستفيدين من الجمعيات الخيرية لم تتلق أي مساعدات منذ سبعة شهور ماضية، وذلك بسبب القيود والظروف الصعبة التي تمر بها الجمعيات الخيرية على اختلاف خدماتها المقدمة.
وأكد رئيس تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة، أن ظروف الجمعيات انعكست تلقائياً على عشرات الآلاف من الأسر التي أصبحت تعيش أوضاعا كارثية، وانعدم لديها توفر الطعام والشراب، بالإضافة إلى الدواء الذي كانت تخصصه هذه الجمعيات لأصحاب الأمراض المستعصية.
وشدد الكرد على أن تجمع الجمعيات الخيرية بدأ بعدد من الفعاليات التي كان من ضمها خروج الفئات المتضررة أمام المقرات الدولية، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة إطلاق حملات للمؤسسات الخيرية الداعمة للقطاع في الخارج والمساهمة في دعمه، كما دعمته خلال سنوات الحصار والحروب الثلاثة على القطاع.
ودعا جميع هذه المؤسسات الدولية العاملة في الجانب الإنساني في أنحاء العالم كافة لعمل حملات لإغاثة قطاع غزة، مذكراً أن للعالم دور كبير في التخفيف عن أهالي القطاع في حال التحرك بشكل جماعي.