دعا عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية، إلى "حشد الطاقات ومحاصرة السفارات الصهيونية والأمريكية في العواصم العربية والإسلامية ردًا على القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن القدس، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سيعمل على إفشال كلّ مشاريع الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح الحية أن "الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الإدارة الأمريكية، تحاول أن تحسم القضايا الكبيرة في القضية الفلسطينية، المتمثلة بالأرض والإنسان والمقدسات".
ولفت في تصريحات لموقع "عربي21"، إلى أن أمريكا تتغاضى عن الاستيطان الذي يأكل الأرض، وترفض عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين يمثلون الإنسان الفلسطيني".
وقال الحية إن الإدارة الأمريكية تحاول بشتى الطرق أن تسند القدس للاحتلال، مؤكدًا أن "كل هذه المحاولات التي تستهدف قلب وجسد ومحور ارتكاز القضية الفلسطينية، ستبوء بالفشل أمام صخرة صمود الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "نحن كشعب ومقاومة وكحركة حماس، سنبقى نعمل بكل جهد لمقاومة الاحتلال، ورفض وإفشال كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية؛ سواء سميت صفقة القرن، أو الوطن البديل، أو السلام الاقتصادي أو سميت المشروع الإقليمي"، وقال: "ولطالما أفشل شعبنا على صخرة صموده وثباته مشاريع التوطين السابقة".
ونبه القيادي البارز، إلى أن ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة اليوم، "ليست هي المرة الأولى التي يستهدفها فيها الاستعمار والاستيطان والظالمون، بل طالت المدينة المقدسة من قبل عواصف كبيرة، وبقيت القدس وذهب الغزاة، وستبقى القدس ويذهب الغزاة من الصهاينة والأمريكان، وسيبقى شعبنا صاحب القضية والمقدسات".
طرد السفراء
وحول الدعوات التي تنطلق من هنا وهناك لزيارة القدس والمسجد الأقصى في ظل الاحتلال، قال: "بدلًا من دعوة الأمة العربية والإسلامية بأن تأتي إلى المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال، فإن المطلوب أن يتم حشد كل القوى، لدعم الشعب الفلسطيني في القدس سياسيًا وماليًا وأمنيًا، والعمل على تثبيت المواطن المقدسي وإنقاق الأموال والمليارات على ذلك".
وأوضح أنه "لا يعقل أن نترك المقدسيين وننفق عليهم الفتات، والاحتلال الصهيوني يأتي بمليارات الدولارات لتهويد المدينة المقدسة".
وشدد الحية، على ضرورة العمل على "استنهاض الأمة لرفض الاعتراف بالاحتلال وسحب السفراء"، لافتًا إلى أنه "ليس من المطلوب منا كفلسطينيين أن نطالبهم بالاعتراف أو بالتطبيع مع الاحتلال، عبر بعض الأصوات الفلسطينية التي تنادي بذلك تحت مسميات مختلفة".
وطالب الأمة العربية والإسلامية، بالعمل على "حشد الطاقات ومحاصرة السفارات الصهيونية والأمريكية ردًا على القرارات الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي.. كما أننا نطالب الدول والعواصم العربية بطرد الصهاينة المحتلين بدلًا من جلب العرب والمسلمين لزيارة المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال".
يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسعى بشكل حثيث وفق مراقبين، على تصفية القضية الفلسطينية عبر سلسلة قرارات تخص الشأن الفلسطيني والتي خرج منها للعلن، اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، وإزالة القدس من على طاولة المفاوضات النهائية وكشفت قرارات واشنطن بشأن وقف الدعم الأمريكي للسلطة حتى عودتها لطاولة المفاوضات، وتقليص دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حجم الاستهداف الأمريكي للقضية الفلسطينية والذي قد يطال أيضا حق العودة.