قتل الوقت لعبة مثل أي لعبة أخرى فإما أن تكون لصالحك وإما لا تكون كذلك، وتمارس هذه اللعبة على الفلسطينيين من أطراف متعددة ولكنهم لا يعلمون أن الوقت الذي يقتلونه هو أفضل أوقاتهم ولن يظفروا بما هو أفضل في المستقبل القريب، فدولة الاحتلال عاشت أفضل أوقاتها وهي تتجه إلى الأسوأ وإلى نهايتها، المشاريع السياسية التصفوية للقضية الفلسطينية -مثل اتفاقية أوسلو والمبادرة العربية للسلام- استنفذت بريقها وانكشف عوارها وأضرارها وخطرها على الأمتين العربية والإسلامية وخطرها على القضية الفلسطينية، الوقت لا يسير لصالح أعداء فلسطين وأعداء العرب والمسلمين بل هذا هو وقت أفول نجمهم واندثار جبروتهم.
الإخوة في منظمة التحرير الفلسطينية رددوا آلاف المرات بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين وأن قضية اللاجئين ستحل بطريقة "متواااافق" عليها، والمد هنا لا يجيزه التجويد وإنما للتأكيد على أمر لم يعد أكيدًا، وخاصة بعدما أزال الطرف الأمريكي الراعي الحصري لعملية (السلام) القدس عن طاولة المفاوضات التي سيعود إليها الطرف الفلسطيني مرغمًا لا برضاه، أما قضية اللاجئين فقد قرر الراعي الأمريكي بأن اللجوء انتهى ولا يمكن أن يستمر إلى الأبد، فمن ولد في بلد لا يعتبر لاجئًا ومن مات لا يمكنه العودة إلى بيته، وهكذا ينهي الراعي الأمريكي أخطر مسألتين في القضية الفلسطينية بفلسفة سخيفة وسوط غليظ.
ولأن الاحتلال الإسرائيلي ليس قدر فلسطين ولأن أمريكا بكل جبروتها ستندثر دون أن تعمر فنحن على يقين بأننا سنستعيد فلسطين من بحرها إلى نهرها وأن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة أبدية لفلسطين. المقاومة الفلسطينية أعلنت أنها ستفشل ما يسمى بـ"صفقة القرن" وهنا تثبت المقاومة الفلسطينية أنها فعلا رأس الحربة وخط الدفاع الأول عن الأمتين العربية والإسلامية، وبغض النظر إن كان الجميع يثق مئة بالمئة في نجاح المقاومة أم لا، ولكن ما هو أكيد وحتمي هو وعد الله لنا بالنصر وتحرير القدس كاملة كما جاء في سورة الإسراء، ولذلك فإنه من المؤكد أن صفقة القرن لن تمر وأن لعبتهم قد شارفت على نهايتها المخزية.