فلسطين أون لاين

​محاولات إسرائيلية للسيطرة على عين الدلبة في الخليل

...
الخليل - خاص "فلسطين"

أزال شبّان فلسطينيون أخيراً، سياجًا حديديًا وضعه جنود الاحتلال حول "عين الدلبة" الواقعة بين مدينة دورا ومخيم الفوار جنوب محافظة الخليل بالضّفة الغربية.

وعبر أعوام ماضية، تحوّلت عين المياه إلى ما يشبه الثكنة العسكرية التي لا يفارقها جنود الاحتلال، رغم أنّها تعتبر مكانا يرتاده المواطنون الفلسطينيون لشرب المياه من هذه العين كعادة يمارسها الشّبان القاطنون في عدد من القرى والبلدات الجنوبية لمحافظة الخليل، لوقوعها بجانب الشّارع الالتفافي الذي يربط بعشرات القرى والبلدات المأهولة في المحافظة.

يقول الناشط أمين البايض من مخيم الفوار للاجئين القريب من العين لصحيفة "فلسطين": "قوّات الاحتلال سيّجت هذه العين بذريعة تكرار إلقاء الحجارة على مركبات الجيش وآليات المستوطنين المارّة على الشارع الالتفافي المحاذي للعين".

ويشير إلى أنّ عين المياه هذه تعود ملكيتها لعائلة عمرو التي تسكن مدينة دورا وتعتبر جزءا من أراضيها، وتقع على مقربة من معسكر للجيش الإسرائيلي، ومعسكر آخر مخلى يسمّى بمعسكر "المجنونة" قرّر الاحتلال وفق البايض مؤخرا تحويله إلى مركز إطفاء للمستوطنات الواقعة جنوب جبل الخليل.

ويرى أنّ تسييج عين المياه هذه، والانتشار المتكرر لجيش الاحتلال يستهدف بالدرجة الأولى إبعاد المواطنين الفلسطينيين مرتادي العين والأراضي المجاورة من المكان، وتركها فارغة، وتسهيل عملية السيطرة والتّوسع من جانب سلطات الاحتلال وأذرع الاستيطان في المنطقة.

ويدلّل البايض على هذه القناعة، من خلال الإشارة إلى أنّ وتيرة الأعمال الجارية في المعسكر المقام على أحد التلال المطلّة على العين، يجري العمل داخله وفق نظام العمل الجاري في المستوطنات المجاورة في محافظة الخليل، معربا في الوقت ذاته عن خشيته من تحوّل هذا المكان إلى معسكر إسرائيلي.

ويكشف عن أنّ الاحتلال ومنذ أعوام عديدة أخلى معسكر "المجنونة"، وقرّر مرارا تسليم هذا المكان إلى السلطة الفلسطينية، على اعتبار أنّ الأرض المقام عليها المعسكر مستأجرة من جانب بريطانيا من إحدى العائلات الفلسطينية، وانتهاء مدّة الاستئجار، لكنّ سلطات ما تزال تماطل في عملية التسليم قبل الإعلان عن قرار تحويلها إلى مركز إطفاء للمستوطنات.

من جانبه، يستعرض النّاشط الحقوقي بلال الملاح التسلسل الزماني في عملية السيطرة على هذه العين، عبر إجراءات عسكرية مختلفة، بدأت بنشر قوّة راجلة من جيش الاحتلال على العين أو قبالتها، قبل استبدالها بدورية دائمة.

ويشير إلى أنّ الأمر تطوّر في وقت لاحق، إلى وضع خيمة يقيم فيها مجموعة من الجنود ساعات الليل والنهار، وتراقب محيط العين التي يصرّ العشرات من الشّبان الفلسطينيين على الوصول إليها، والتصدّي للمرتادين ومنعهم من الوصول إليها، ووضع حجارة وكتل صخرية تفصل بينها وبين الشّارع الرئيس، لتحول دون اصطفاف المركبات بجوارها، بما يمنع أحدا من الاقتراب من العين خاصّة من سكّان القرى والبلدات الجنوبية للمحافظة، وصولا إلى تسييجها.

ويوضح الملاح لصحيفة "فلسطين" بأنّ هذا التسلسل في تنفيذ الإجراءات بالمكان، يشير إلى مخطّطات الاحتلال الحقيقة وآليات السيطرة على الأرض الفلسطينية وعزلها عن محيطها الفلسطيني.