فلسطين أون لاين

وجهاء رفح يرفضون عقاب غزة وتشديد حصارها

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

تظاهر وجهاء وأعيان ومخاتير محافظة رفح، رفضا للأوضاع الإنسانية الصعبة التي سادت قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي منذ 11 عاما، والعقوبات التي فرضتها السلطة عليه مؤخرا.

ورفعوا لافتات في الوقفة التي نظموها اليوم أمام ميدان الشهداء وسط المحافظة جنوب قطاع غزة، كتب على بعضها: "أنقذوا غزة" و"80% من المصانع مغلقة"، و"95% غير صالحة للشرب" و"300 جهاز طبي متعطل".

وقال المختار محمد يونس في حديثه لصحيفة "فلسطين" على هامش الوقفة: "حصار غزة حصار ظالم ولم يحصل هذا الشيء في التاريخ"، محملا الاحتلال الإسرائيلي وحكومة رامي الحمد الله ورئيس السلطة محمود عباس المسئولية الكاملة عن تداعياته.

وأضاف: "عباس وحكومته عليهم أن يأتوا إلى غزة والجلوس بها والعمل على حل مشاكلها؛ أما إذا كانوا لا يريدونها فليرحلوا عنها، ويتركوها ويعلنوها صراحة أنهم لا يريدون مصالحة لغزة".

وتابع يونس: "لكن الحق يقال، هم يأتون لاستنزاف أموال غزة، ونهب مقدراتها وإنهاء سكانها، واليوم يؤكدون على ذلك عندما أصدروا قرار تحصيل ضريبة القيمة المضافة بقيمة 16%".

وأوضح أن غزة هي التي آوتهم ونصرتهم وقوّت شوكتهم عندما عادوا إليها عام 1994م، فوجدوا الاحترام بعد أن جاعوا خارجها، واليوم يكافئونها بإذلالها، مشددا على أن غزة لن ترحمهم وستذلهم بعد أن حاولوا إذلالها وقهرها.

بدوره، أوضح عضو رابطة علماء فلسطين منصور بريك في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الوقفة الاحتجاجية تأتي في إطار فعاليات سلمية تستصرخ ضمائر أحرار الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم بأن سكان غزة يحتاجون اليوم قبل غد رفع الحصار الظالم عنهم وإنقاذهم.

ولفت إلى أن الحصار ليس له أن يبقى أو يستمر، سيما أن مئات المرضى يلقون حتفهم على أسرة المرض دون وجود علاج لهم، كما أن هناك أزمة وقود حقيقية في المشافي والبلديات، قائلا: "نحن على أعتاب كارثة بيئية في بحر غزة وأحيائه وبناه التحتية، ناهيك عن تزايد نسبة البطالة التي طالت كافة فئات المجتمع".

وأشار بريك أن "الحراك اليوم حراكا سلميا لكن القادم لا نستطيع تحديد وجهته، فإذا وصلت صرخاتنا للعالم وبدأت خطوات عملية بإدخال الوقود والدواء وتسهيل مرور السكان عبر المعابر فإنها ستنتهي، أما إن استمر الحصار فإن شعبنا لديه خيارات متعددة سلمية، وأخرى سيفصح عنها في حينه"، مشددا على عدم السماح لشعبنا بالموت والانكسار أمام الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية وبعض الإقليم.

من ناحيته، قال حسين أبو عيادة عضو لجنة إصلاح رفح في كلمة له: "لا يمكن أن نصمت على عقاب غزة المتواصل من القريب والبعيد بعد صمودها في ثلاث حروب متتالية"، مشيرا إلى أن التنكر الأعمى لما يدور في غزة يرفع الأصوات عاليا، أنقذوا غزة.

ولفت إلى أن العائلات والفصائل وجميع شرائج المجتمع ستتداعى في حال استمرار الحصار، من أجل التشاور في قضية حزم الأمتعة والتوجه إلى الحدود مع الاحتلال والتخييم هناك، كونه –الاحتلال- المشكلة الرئيسية والسبب الرئيس لما تمر به غزة.

وقال أبو عيادة: "لا يمكن أن ندفع ثمن احتلالنا ونستمر على ما نحن فيه من حصار وقطع الكهرباء ومنع الدواء، مطالبا قيادة السلطة بتحمل مسئولياتها تجاه غزة وعدم التنكر لسكانه.

وفي السياق، شدد رئيس لجنة إصلاح رفح وعضو رابطة علماء فلسطين الشيخ منصور أبو حميد، على أن المؤامرات ضد شعبنا وأطفالنا ونسائنا ومرضانا يجب أن تسقط، مشيرا إلى أن القطاع يعاني أزمات عدة تقتل الحياة فيه.

وطالب الدول والشعوب العربية والإسلامية تحمل مسئولياتهم تجاه القطاع والعمل على فك حصاره وإنقاذ سكانه من المهالك.